الجزائر - A la une


حرب العقول
عند زيارتك لمعرض الجيش الوطني الشعبي، المنظم بمناسبة خمسينية الاستقلال والذي يحمل شعار البحث والتطوير، لاشك أنك تخرج بقناعة أن ما قامت به قواتنا الخاصة من سيطرة وحسم ثم انتصار على المجموعة الإرهابية التي هاجمت القاعدة الغازية لتيقنتورين في وقت قياسي وبأقل الأضرار المادية والبشرية، لم يكن صدفة كما أنه لم يكن نتيجة ضعف في قدرات العدو البشرية والنارية فهو يملك خطة لإحداث كارثة بيئية تمتد آثارها على شعاع لا يمكن التنيؤ بمداه، وعلى مدة زمنية تزيد عن الأربعين سنة حسب بعض المحللين.هذا النجاح يمكن استخلاصه خلال هذا المعرض، فقد تم انتهاج سياسية عصرنة بعد الهجمة الإرهابية الشرسة على الجزائر دولة وشعبا بهدف إسقاط الدولة، ثم الحصار الذي ضرب على الجزائر في مجال استيراد الأسلحة، إذلجأت قواتنا المسلحة، إلى الاعتماد على النفس فشغلت العقول الجزائرية واستخدمت الذكاء العلمي والصناعي مستعينة بخبرات الأصدقاء وما توفره التكنولوجيا الحديثة من إمكانيات في البحث والتطوير فاستعادت كل ما كان يفترض أن يحول إلى خردة من آليات مصفحة أو مدرعات وطائرات أو حوامات إلى آليات تواكب العصر من خلال تزويدها بأجهزة ومعدات حديثة، من أجهزة رؤية ورصد وتسديد إلى جانب تركيب منصات صواريخ بمختلف أنواعها.
فاليوم نجد مصانع بني مراد والدار البيضاء وسريانة تعدت الاكتفاء الذاتي، إلى تقديم خدمات للشركات الوطنية في ميدان السباكة وصنع قطع الغيار مهما كانت دقتها ونوع المعادن المصنوعة منها.
النقطة الأخرى هي أن سلاح الإشارة أدى دوره على أحسن ما يرام، إذ تمكن في وقت قصير من عزل منطقة تيقنتورين عن العالم الخارجي من خلال إحاطتها بجدار إلكتروني (تشويش)، لعزل الإرهابيين وعدم تمكنهم من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، ثم تأمين ربط وحدات الاقتحام المجوقلة بغرفة العمليات وهذا بفضل المحطات المركزية التي صنعت من قبل مهندسين ضباط جزائريين، وتجدر الإشارة إلى أن أول جهاز راديو من إنتاج جزائري دشن من قبل الرئيس هواري بومدين سنة 1976.
والخلاصة أن العقول الجزائرية استوعبت التكنولوجيا الحديثة محدثة نقلة نوعية في تحويل قواتنا المسلحة من قوات معدة للحروب الكلاسيكية إلى قوة ضاربة تتكيف مع تكتيكات الإرهاب والحروب الافتراضية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)