الجزائر - A la une

حجم الفرد الجزائري ارتفع ب10 سنتيمتر منذ الاستقلال



حجم الفرد الجزائري ارتفع ب10 سنتيمتر منذ الاستقلال
اعتبر الدكتور اسماعيل بولبينة مؤسس الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري، أن الأكل بين الوجبات والحرص على الوجبات الخفيفة والحلويات بعد تناول الطعام وأثناء مشاهدة التلفاز، أو ما أسماه ب”السقاطة”، من أكثر العوامل تسببا في السكري والسمنة المفرطة. فيما أكد أن تغير النمط المعيشي للجزائريين جعلهم أكثر استهلاكا للمواد السكرية والوجبات الخفيفة، ما عرضهم لمشاكل صحية عويصة.أشار الدكتور اسماعيل بولبية إلى أن حجم الفرد الجزائري ارتفع بمقدار 10 سنتيمتر منذ الاستقلال، مرجعا ذلك إلى النمط الغذائي الخاطئ الذي أدى إلى انتشار أمراض خطيرة على غرار السمنة والسكري، مؤكدا أن ثقافة الجزائريين الغذائية اختلت بدرجة كبيرة أدت إلى اكتسابهم الوزن الزائد. وأضاف محدثنا أن ما يسمى ب”السقاطة” في اللغة العامية هي أكثر الأسباب التي تؤثر سلبا على الصحة، موضحا أن ذلك يترجم في الأكل بين الوجبات الذي بات موضة يسعى الجزائري من خلالها إلى تقليد أمريكا والدول الغربية، باستهلاك المواد السكرية والوجبات الخفيفة، وهو ما اعتبره أمرا في غاية الخطورة، خاصة بالنسبة لربات البيوت اللاتي تشتكين من الوزن الزائد في وقت تواصلن فيه اتباع عادات سيئة، وهي تلك التي تجعلهن يقمن بتذوق الأكل خلال تحضيره، وكذا حرصهن على عدم رمي باقي الطعام مفضلات بذلك تناوله على إلقائه في المزابل.النساء والأطفال أكثر عرضة للسمنة والسكريفي الوقت الذي أكد الدكتور اسماعيل بولبينة على صعوبة تحديد عدد الأطفال المصابين بداء السكري في الجزائر نظرا لغياب إحصائيات رسمية، أكد أن هذه الفئة بالذات هي الأكثر عرضة للإصابة به، راجع - حسبه - للعادات الغذائية السيئة التي اكتسبها هؤلاء بخطأ فادح من أوليائهم باستباحة قدسية أوقات تناول الطعام، وتمكين الطفل من الأكل وقت ما شاء وأين ما أراد، لافتا الانتباه إلى أن وصول الأطفال إلى الثلاجة واستهلاكهم للمواد الغذائية - التي تكون في الغالب سكرية - في أوقات متفرقة من اليوم وبتجاهل واضح للأولياء يجعل هؤلاء يتناولون كميات غير مراقبة من هذه المواد الخطيرة ما يزيد فرص الإصابة بالسكري، ناهيك عن كيفية تناول الطعام والتي قال إنها استباحة حرمة هذا الموعد الذي طالما كان مهما في العائلات الجزائرية، وأوضح:”تناول الطفل لوجباته الغذائية أمام التلفاز أو أمام شاشات اللوحات الرقمية يجعله يتناول كميات غير محددة وغير مراقبة كذلك من الأطعمة وهو ما يؤثر سلبا على صحتهم”، ناهيك عن تخلي الأولياء عن تقديم وجبة صحية معتدلة ومتوازنة خلال فطور الصحة لأطفالهم، وتعويضها بعلب البسكويت والشكولاطة، والحليب المسكر الذي يباع في الأسواق بنكهات مختلفة، هذا الأخير الذي اعتبره قنبلة حقيقية من شأنها التأثير على صحة الطفل، وكذا حرصهم على ملأ محافظ أبنائهم ببعض الحلويات والسكاكر وأكياس ”الشيبس” لتناولها خلال أوقات الاستراحة في المدرسة ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا.وفي حديثه عن أكثر الفئات عرضة للإصابة بالسمنة والسكري، ذكر مؤسس فيدرالية مرضى السكري النساء اللاتي قال أنهن بمجرد بداية فترات الحمل الأولى تقمن وبشكل خاطئ بالابتعاد عن ممارسة أي نشاط رياضي كما يقمن بتقليل حركتهن قدر الممكن، مضيفا إلى أن العقلية الجزائرية التي تجعل الأم الحامل والمرضع تتناول كميات كبيرة من الطعام قصد تغطية حاجة الجنين والرضيع أمر في غاية الخطورة، منوها إلى عدم صحة هذه الممارسات، وأَضاف أن تناول الطعام بين الوجبات هي من أكثر عادات ربات البيوت تأثير على ارتفاع احتمالية إصابتهن بالسمنة المفرطة ومن ثم ارتفاع السكر.”السقاطة” و”اللهفة” وراء تدهور الوضع الصحي للجزائريأكد بولبية أن دخول مصطلحين جديدين لقاموس النمط الغذائي للمواطن الجزائري في السنوات الأخيرة، واللذان يتمثلان في ”اللهفة” و”السقاطة” نتيجتان للدعم المقدم من طرف الدولة لبعض المواد الغذائية التي يقول أنها جد خطيرة على غرار السكر، الفرينة وغيرها، وهو ما انتقده بشدة قائلا:”أتحمل تبعات رأيي الذي يرفض الدعم الذي تقدمه الدولة الجزائرية لهذه المواد، فصحة المواطن هي الأساس”. وأضاف أن سعي الجزائري لملأ الثلاجات والدواليب بمختلف أنواع الأغذية، خاصة منها السكرية وتلك المشبعة بالدهون، وراء ارتفاع نسبة إصابته بالسكري، مشيرا إلى استغرابه من هذه الثقافة الجديدة التي تمثلت في ”اللهفة” وخوفه من نفاد المواد الغذائية في الأسواق، وهو نتيجة تحسن ظروفه المعيشية وتطور مستواه الثقافي، وهي الإيجابيات التي جرت وراء جملة من السلبيات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)