الجزائر - A la une

حتّى الفراشات الزهرية إختفت من الجزائر


حتّى الفراشات الزهرية إختفت من الجزائر
لوحظ في السنوات الأخيرة اختفاء الفراشات بمختلف أنواعها بالمدن الجزائرية خاصة بمتيجة، رغم احتوائها على المساحات الخضراء وبساتين الأشجار المثمرة وهي الظاهرة التي ترجعها جمعيات حماية البيئة الناشطة على مستوى ولاية بومرداس وعديد الولايات الأخرى إلى عدة عوامل أهمها استخدام المبيدات والمواد القاتلة للأعشاب البرية، إلى جانب التدهور البيئي الذي تعرفه أغلب المدن في ولايات الوسط على وجه الخصوص، وفقدان مكان المعيشة المناسب لها.أكد رئيس جمعية حماية البيئة والمساحات الخضراء الناشطة على مستوى ولاية بومرداس، في تصريح ل "السلام"، تراجع تواجد الفراشات المحلقة بالغابات والبساتين والمساحات الخضراء، مشيرا إلى أنّها أصبحت مهددة بالإنقراض، محملا الإنسان كامل المسؤولية في هجرتها وإختفائها من بساتين وحقول البلاد خاصة بسهل متيجة الذي كان إلى وقت قريب يشتهر بتواجد الفراشات من كل الأنواع حتى الملكية منها.من جهة أخرى، أوضح رئيس مكتب حماية البيئة بدائرة خميس الخشنة، دكار، وهو طبيب، في دردشة معنا، أن عدة عوامل ساهمت في إنقراض الفراشات خاصة باللونين البرتقالي والأسود، أهمها إستخدام المبيدات لحماية الأشجار والمزروعات من الإتلاف بسبب وجود حشرات تضر بها وانتشار بكتيريا تعمل على إتلاف الإنتاج خاصة بالنسبة للتفاح والعنب، وأضاف المتحدث أن إنتشار النباتات المهندسة أو ما يسمى ب "التلقيم" كتلقيم أشجار "السفرجل" إلى تفاح يحدث تغيرا في هندسته الوراثية ما يؤدي إلى تغيير مذاق وتركيبة رحيق الأزهار وبالتالي هجرة الفراشات إلى مناطق أخرى.في السياق ذاته فلاّح بمنطقة خميس الخشنة، أكدّ لنا أن تراجع المساحات المغروسة، أشجار مثمرة والمشتلات، سبب رئيسي في تراجع عدد الفراشات بمنطقة متيجة، وهو ما لاحظه العديد من المواطنين وحتى الأطفال الصغار، مشيرا إلى أن الفراشات تنجذب نحو الأزهار الزاهية الألوان.من جهته مدير دار البيئة لولاية بومرداس، أكد في تصريح ل "السلام"، أن التلوث البيئي وانتشار النفايات القاتلة للأعشاب البرية، وانشاء طرقات جديدة والتوسع العمراني ساهم في إنقراض أنواع عديدة من الفراشات التي تحتاج -حسبه- إلى حماية.غياب الفراشات أو رحيلها دون رجعة عن أرضي .. بساتين وحقول بلادنا، كان تتمة لرحيل وغياب أو "تغيب" مثلا النزاهة والجودة السياسية، والدليل الحال المزري للساحة السياسية الوطنية، وما تضمه من أحزاب عجزت حتى عن ضمان وحدة صفوفها، رحلت أيضا مبادئ الإعلام وذهبت أصول المهنة الصحفية بعدما إغتصب القطاع دخلاء فرضوا منطقهم "الرديئ" و"الخسيس" على السلطة الرابعة التي باتت اليوم بلا سلطة، والأدهى والأمر ربما والذي كان أحد أبرز أسباب رحيل الفراشات عنا، هو ترحيل الضمير والوازع الديني، ما جعل مجتمعنا يتخبط في ظواهر وأحداث كانت إلى سنوات ليست بالبعيدة غريبة عنا .. وربي يستر مما هو قادم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)