الجزائر - A la une

حاتم علي:الرقابة الدينية أجبرتنا على حذف مشاهد مهمة


حاتم علي:الرقابة الدينية أجبرتنا على حذف مشاهد مهمة
أوضح المخرج السوري حاتم علي في تصريحات لم يكن ممكنا الإدلاء بها قبل مضي النصف الأول من رمضان، أن مسلسل «عمر» كشف للأسف؛ الطريقة التي مايزال البعض ينظر من خلالها إلى الفن، وهذا البعض يعتبر الفن نشاطا شيطانيا ويعبّر عن رفض مطلق لحق الإنسان في التعبير عن نفسه من خلال الفن. وقال المتحدث في حوار للموقع الإخباري الفني «دي برس» صدر أمس، «أعتقد أن هذه المسألة تعبير عن رفض مزمن للإبداع بكافة أنواعه وتجلياته باعتباره بدعة، وهو رفض للعقل ولأي نشاط فكري أو تنويري، وهو ليس جديداً بطبيعة الحال»، مضيفا «أعتقد أنه تعبير عن وصاية تمارسها فئة متشددة تريد أن تختطف الإسلام، ومع الأسف فهي قد نجحت في ذلك في بقع جغرافية كثيرة، وهي تحاول توسيع هذه السيطرة بالتضييق على حرية الفكر والتعبير، والتهديد أو التلويح به هو جزء من هذه الأدوات». وتحدث حاتم علي عن فشل محاولات إيقاف عرض المسلسل، وحذف مشاهد كثيرة، فقال «هذا جزء من نتائج هذه الحملة، ورغبة مني في عدم إعطاء هؤلاء أوراق ضغط جديدة فإنني سأتحفظ على ذكر هذه المشاهد بانتظار مناسبة أخرى لن تكون قبل الانتهاء من عرض المسلسل». وعرض المتحدث لمشكلة مؤسسة «الأزهر» مع المسلسل، موضحا «مؤسسة الأزهر متمترسة خلف فتواها القديمة بعدم تجسيد الخلفاء الراشدين والصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وهي فتوى كان من شأنها التضييق على فيلم الرسالة لمصطفى العقاد، ومايزال معمولا بها حتى اليوم، رغم أنني أعتقد أن مثل هذه الفتاوى تحتاج إلى مراجعة نقدية بعد مرور كل هذه السنوات، وبعد كل هذا التطور في وسائل الاتصال التي تحررت من كل القيود الرقابية الحكومية والتقنية، وبعد كل هذه التطورات التي طاولت بلدان العالم الإسلامي، وبخاصة بعد ظهور الحركات المتطرفة التي ساهمت في خلق حالة من سوء الفهم، والذي أعتقد أنها تطورت في بعض اللحظات إلى صراع حضارات». من ناحية أخرى، قال المخرج إن «ضجيج المعركة حول مسألة التجسيد ربما جعل البعض لا يرى المسلسل من زاوية فنية، وأي رأي نقدي حقيقي لا يمكن أن يتم موضوعيا بطبيعة الحال إلا بعد الانتهاء من العرض، وبعض هذه المواكبات الفنية وضع خلف ظهره القضية الإشكالية «التجسيد» ليناقش المسلسل كعمل فني». وعن عدم اختيار «الفاروق» كاسم للمسلسل، قال علي «الفاروق إحدى صفاته في واقع الأمر، ونحن قررنا بعد مناقشات مستفيضة ومضنية عدم إضافة أي صفة إلى الاسم، فاسم عمر وحده أكبر اتساعاً من أي توصيف رغم أنني في الحقيقة كنت ميالاً لإضافة كلمتين تحت اسم عمر كعنوان فرعي وهو عمر.. عصره وحياته، وأعتقد أن هذا ربما كان أكثر مواءمة لموضوع المسلسل، وكان من شأنه تبرير النصف الأول منه»، على حد تعبيره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)