الجزائر - A la une

جياع.. حفاة في بلد الخيرات


جياع.. حفاة في بلد الخيرات
قد لا يصدق من يقرأ قصتي، ويتبادر إلى ذهنه أنها مجرد حكاية أو سيناريو لدراما تركية أو هندية، فإذا أراد أن يطمئن قلبه ويتأكد أنها ليست رواية، يمكنه الاتصال بي عبر الهاتف، سيجد من يكلمه كائن من دم ولحم، وروح تسري في جوف، قلت كائن ولم أقل إنسان لأنني لم أُحصل بعد هذه الدرجة الرفيعة، فهذا الأخير من حقه أن يحيا في ظل العزة والكرامة، وهذا ما لم أحصل عليه .«حسنى» من عنابة، أبلغ من العمر 22 سنة، ولكن المآسي التي أكابدها تفوق بكثير هذا الزمن، فأنا ابنة أرملة توفى زوجها وتركها بلا مأوى ولا مصدر رزق، وجدت نفسها عاجزة كل العجز، أفواه مفتوحة وبطون تنتظر لقمة سد الرمق، فما كان منها سوى التنازل عن هؤلاء البراءة وتسليمهم مجبرة إلى دار الأيتام، فعلت ذلك كرها وليس طوعا، كان هذا الحل الوحيد الذي جعلها تطمئن علينا.نشأت وأخوتي في هذا الفضاء، حرقة وألم، ضياع وقلة حيلة، حتى كاد الشوق والاشتياق يقتلنا لأنني في أمس الحاجة لأمنا، وقد فارقنا إلى الأبد والدنا.هكذا شاء القدر، لم تكن والدتي بالسوء الذي يتصوره الناس، لأنها تنازلت عنا، كان الأمر أفضل بكثير وأحسن لها أن تهيم في الشوارع مع المتسولين والمتشردين، وحتى أضعكم في الصورة، والدتي لم تعتبر وجودنا في دار الأيتام حلا نهائيا، لأنها كانت تسعى، عملت أعمالا شاقة ومضنية، حتى تمكنت من بناء بيت قصديري، بمساعدة الناس، ولكم أن تتصورا وضعها ولا سند لديها ولا دعم إلا من العلي القدير وبعض الأخيار على قلتهم.استرجعتنا والدتي واجتمع الشمل في كوخ أبسط مما تتصورون، وكان علي وأنا في سن الطفولة مساعدة والدتي قاسمتها كل الأعباء والمشاق من الأعمال المنزلية حتى العمل وأنا في سن الصبا، فتاة في ال22 تحملت ولا أزال مسؤولية عائلة بأكملها، بعدما تعبت والدتي وأرهقها المرض، وفي نفس الوقت أتابع دراستي بالمراسلة لكي أجتاز امتحان الباكالوريا.إخواني، لن أطيل فالحديث قد يأخذني إلى منعرج آخر فأحيد عن غايتي، لذا أوجه النداء أولا إلى المسؤول على مدينتنا أن لينظروا إلينا بعين الرحمة، وثانيا إلى الخيرين من رواد هذا المنبر، وأرجو منهم المساعدة بما تيسر لديهم، فنحن في أمس الحاجة لأبسط وسائل الحياة، بما في ذلك الأفرشة والأغطية، الأدوات المنزلية وغيرها، ساعدوا الأيتام لتنالوا شرف دخول الجنة مع خير الأنام، الذي قال «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة». @ حسنى/ عنابة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)