الجزائر - A la une

"جي تي بي" خطر على لاعبي الفيديو





حذرت دراسة حديثة أجرتها جامعة نوتنغهام البريطانية، من الإفراط في ألعاب الفيديو، خاصة العنيفة منها، لما لها من تأثير سلبي على سلوك الأفراد يعرف باسم ”جي تي بي”، حيث ارتفع متوسط أعمار لاعبي الفيديو في السنوات الماضية إلى 35 عاما، حسب آخر الدراسات، في وقت يشهد العالم طفرة كبيرة في عالم صناعة منصات الترفيه المنزلي وألعابها.يمضي اللاعبون ساعات عديدة في ممارسة ألعاب الفيديو على اختلاف أنواعها، لكن يواجه بعضهم حوادث غريبة، فمنهم من يرى في العالم الحقيقي أجزاء من لعبة الفيديو التي انتهوا من ممارستها للتو، ومنهم من يشعر وكأنه يعيش في العالم الافتراضي الموجود في داخل اللعبة. وفي هذا الإطار طرحت الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين أسئلة على اللاعبين الذين صدرت منهم حركات لاإرادية من أصابعهم وذراعهم أثناء اللعب أو ردود أفعال غريبة على أجسام حقيقية، مثل الزوغان من كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، وتعامل آخرون مع أجسام ترتبط بالألعاب الفيديو بنية إطلاق النار عليها من مسدس وهمي.تناولت دراسة حديثة بعد مراقبتها 56 منتدى ألعاب لدراسة ظاهرة التفاعل بين البشر والحاسوب 2014 هذه الظاهرة، على اعتبار أنها نوع من الهلوسة، أو ما يعرف علميا بظاهرة ”نقل اللعبة”، أين تبين أن معظم اللاعبين الذي عانوا من الهلوسة بعد الانتهاء من ممارسة ألعاب الفيديو كانوا من المحترفين، أو أولئك الذين يقضون أوقات طويلة أمام الشاشة.وفي السياق ذاته، أكد الباحثون الذي درسوا ضوء المعلومات التي جمعت من إجابات 762 لاعبا ما يُسمى ”ظاهرة نقل اللعب” أو تأثر تصورات اللاعب ومداركه وسلوكياته بالصور التي يراها أثناءه، حيث تشير الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية إلى أن هذه الظاهرة تحدث على شكل تصورات حسية تلقائية بتحفيز من الدماغ، وهي تحدث عفويا من دون سيطرة اللاعبين، ويمكن أن تقع أثناء اللعب أو مباشرة بعد اللعب أو بعد فترة زمنية قصيرة منه. أما تفسيرها فيتم من خلال الآليات الفيزيولوجية والإدراك الحسي والمعرفة التي تنتج من التعرض لبيئة افتراضية لفترات معينة.وتقول ذات الدراسة إنه كلما نجحت اللعبة في نقل اللاعبين إلى بيئتها الافتراضية وانغمس هؤلاء فيها، كلما بانت آثار ”جي تي بي” ظاهرة عليهم، وبالتالي يسهل تفسيرها.من جهة أخرى، أظهرت دراسة منفصلة أجراها الباحثون أنفسهم” أن الأشخاص الذين يلعبون ساعات طويلة يكونون عرضة للهلوسات، وقال لاعبون أنهم يرون صورا ملونة ومشاهد أخرى أثناء قيادة السيارة على الطريق السريع، فيما تحدث آخرون عن صور مشوهة للعالم الحقيقي المحيط بهم.وخلصت الدراسة إلى أن ألعاب الفيديو يمكن أن تسبب إدراكا بشريا مختلفا ومغايرا للواقع، خصوصا بعد قضاء وقت طويل في ممارسة إحدى الألعاب، فبالرغم من اقتصار هذه الدراسة على عالم ألعاب الفيديو، إلا أنها ستخضع لتغيرات كبيرة خصوصا في ظل التطور الهائل في تقنيات الألعاب التي تبدو واقعية أكثر من أي وقت مضى. كما أنها تستثني عالم التواصل الاجتماعي وما قد يسببه من فصل في شخصية البعض بين حياتهم في الفايسبوك وحياتهم الحقيقية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)