الجزائر - A la une

جون لاكوتور صديق الجزائر رحل في صمت



جون لاكوتور صديق الجزائر رحل في صمت
الجامعي عمار عبد الرحمان: حان الوقت لإحصاء الشخصيات المساندة للثورة التحريريةرحل عنا الأسبوع الماضي الصحفي الكبير والكاتب صديق الجزائر «جون لاكوتور» المناهض للاستعمار عن عمر يناهز 94 سنة بمنزله بروسيون فوكلوز - بفرنسا بعد مسيرة حافلة بالعطاء في صحيفة «لوموند» الفرنسية، حسب ما أفادت به إبنته دومينيك ميلولون لاكوتور، موضحة أنه سيتم تنظيم وقفة في سبتمبر بباريس تخليدا لذكراه.اتصلنا ببعض المؤرخين والصحفيين والباحثين للتعرف أكثر عن هذه الشخصية، فوجدناهم يجهلونها قائلين:»للأسف هذه الشخصية غير معروفة لدينا وليست لنا فكرة عنها، وفي كل مرة نسمع عن رحيل أحد أصدقاء الثورة الذين هم كثر»، متأسفين لعدم وجود عمل جاد أو جدول إحصائي للتعريف بأصدقاء الثورة الجزائرية لدى الأجيال الجديدة، وإعطاء كل ذي حق حقه.وحسب الأستاذ عمار عبد الرحمان، فإنه حان الوقت لأخذ بعين الاعتبار التعريف بكل الشخصيات التي ساندت حرب التحرير عبر وضع إحصاء بأسمائهم، قصد الحفاظ على قيمتهم ومسيرتهم، اعترافا بوقفتهم التاريخية إلى جانب الثورة، وتعريف الأجيال بما قدموه لقضيتنا إبان الوجود الاستعماري بالجزائر، خاصة ونحن في شهر الاستقلال كي لا نفقد روح نوفمبر والثورة. وتجدر الإشارة إلى أن، جون لاكوتور من مواليد 9 جوان 1921 ببوردو، متحصل على شهادة من المدرسة الحرة للعلوم السياسية بباريس، وأصبح مكلفا بالإعلام لدى ديوان الجنرال «ليكلارك» نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعتبر من الصحفيين اللامعين الذي تميز بكتابة السير الذاتية للوجوه البارزة في القرن ال21، منهم الجنرال جياب، هوشي منه، فرانس منديس، شارل ديغول، جمال عبد الناصر، وهو المحامي المتحمس من أجل تصفية الاستعمار منذ الأربعينيات، حيث كان يقوم بتغطية الأحداث المتعلقة بتصفية الاستعمار لاسيما القضية الجزائرية التي خصص لها كتابين بدفاعه عن كفاح الجزائريين من أجل الاستقلال.تطرق الفقيد في كتابه» انتهت الحرب» الصادر سنة 1985، لصراعات حرب التحرير ومفاوضات إيفيان، وفي 2008 صدر له كتاب كرسه لاستقلال الجزائر ونهاية الحقبة الاستعمارية الفرنسية بعنوان «الجزائر جزائرية: سقوط الإمبراطورية وميلاد أمة»، كما عمل منذ عشرين سنة مع صحيفة «لوموند» كمحقق من 1957 إلى سنة 1975، وقبلها بدأ مشواره كصحفي بصحيفة «كومبا» سنة 1950.ومن بين مؤلفاته نجد كتاب «هوشي منه العتبة»، «ناصر العتبة» «المغرب لديها إختبار»، كتاب»الفيتنام من الحرب الفرنسية إلى الحرب الأمريكية»، وغيرها من الكتب.لاكوتور في سطور- يعد لاكوتور شاهدا متميزا على القرن ال20 حيث التقى بأبرز الوجوه فضلا عن مساره الفريد وكثافة أعماله التي جعلت منه صحفيا وكاتبا للسير الذاتية ومؤرخا منقطع النظير.- في نهاية الأربعينيات أدرك أن تصفية الإستعمار أمر لا محال منه ليصبح محاميا متحمسا من أجل هذه المسألة.- بدأ مشواره كصحفي بصحيفة «كومبا» قبل أن يلتحق بقسم التحرير بصحيفة «لوموند» حيث كان يقوم بتغطية الأحداث المتعلقة بتصفية الإستعمار بتحمس لا سيما القضية الجزائرية التي خصص لها كتابين.- تطرق جان لاكوتور الذي يعتبر ملاحظا مباشرا لصراعات حرب الجزائر ومفاوضات إيفيان الصعبة بين الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في كتابه «الجزائر انتهت الحرب» الذي صدر في 1985 بدار النشر «كومبلاكس (بروكسل) إلى الصعوبات الناجمة عن الهوة الأولية لمواقف الطرفين واختلافاتهما.- في 2008 أصدر جان لاكوتور كتابا كرسه لإستقلال الجزائر ونهاية الحقبة الإستعمارية الفرنسية تحت عنوان «الجزائر جزائرية: سقوط الإمبراطورية وميلاد أمة» الذي كتب إفتتاحيته جان دانيال.- قدم لاكوتور الصحفي بصحيفة «لوموند» إبان حرب التحرير وكاتب السير الذاتية لديغول ومنديس فرانس وهو شي منه وحتى المصري جمال عبد الناصر وقائعا تاريخية وسرد صحفي عن الكفاح الذي شنه الجزائريون من أجل الإستقلال.- كان الرجل يساريا يدافع عن «صحافة تدخل» كونه لا يؤمن بالموضوعية، «الصحفي يتصرف كالدبلوماسي: يحاول فهموشرح مختلف وجهات النظر من دون إخفاء أنه يفضل مخرجا بدل مخرج أخر» حسبه.- فقدت الجزائر في شخص جان لاكوتور صديقا كبيرا ورجلا شرف كفاح الشعوب ضد الإستعمار والهيمنة الأجنبية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)