الجزائر - 08- La guerre de libération

جون فرانسوا سِرينيلي يستعرض دور مثقفي فرنسا في مساندة الثورة الجزائرية



جون فرانسوا سِرينيلي يستعرض دور مثقفي فرنسا في مساندة الثورة الجزائرية
تطرق الدكتور جون فرانسوا سرينيلي خلال المحاضرة التي نشطها بالمعهد الفرنسي بالعاصمة، إلى دور بعض المثقفين الفرنسيين الذين اختاروا الانخراط في النضال الجزائري، ومنحوا أقلامهم قبل أصواتهم لمساندة الثورة الجزائرية، إيمانا منهم بعدالتها وأحقية الشعب الجزائري في نيل الاستقلال.

استعرض الباحث بعض الأسماء المثقفة التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن قضية إنسانية هادفة مثل الثورة الجزائرية، التي أسمعت صوتها للعالم بأسره، انطلاقا من إميل زولا الذي اختار النضال على جبهة فردية من خلال كتاباته المتميزة وسواه من فلاسفة القرن الـ19 أمثال فيكتور هيغو وغيرهم.

وشدد مدير مركز العلوم السياسية بفرنسا على الدور الفعال الذي لعبه هؤلاء المثقفون في رفع شعارات مناهضة للاستعمار، وتأييد حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وأحقيته في نيل استقلاله، حيث نوه بمساهمات بعض المثقفين الفرنسيين على مدار 8 سنوات من الحرب. وقال سرينيلي أن المثقفين اليساريين هم الذي سجلوا تضامنهم بقوة مع الثورة الجزائرية مستعرضا الدور الذي لعبه جون بول سارتر بوصفه واحدا من المثقفين الذين كان لهم إسهام كبير في النضال ضد العنف والاستعمار، مشيرا إلى أفكاره المناهضة للاستعمار، حيث ساند العديد من القضايا العادلة في العالم، إلى جانب المؤرخ بيار فيدال ناكي الذي كانت له رؤيا استقلالية شاملة لكل الدول المستعمرة وقتها، وكرس نفسه للدفاع عن القضية الجزائرية، كما كان لبعض الإعلاميين الفرنسيين دور بالغ الأهمية في خدمة الثورة الجزائرية، على غرار ريمون آرون أحد الأقلام الصحفية اللامعة لجريدة "الفيغارو" والذي جر قلمه العديد من المقالات التي منحت الشرعية للثورة الجزائرية وأنصفتها.

ولأن من يحمل قلما هو أذكى من أي شخص آخر، كما قال الدكتور، تبلور مسار الدفاع عن الثورة الجزائرية تدريجيا لدى هؤلاء المثقفين الفرنسيين ليأخذ صبغة الالتزام الجدي بالوقوف الى جانب الشعب الجزائري وإنصافه.

ثم برز جيل آخر من الشباب المثقف الذين لم يتجاوز أعمارهم الـ20 سنة وأغلبيتهم يمثلون شريحة الطلبة، إلى جانب ظهور فئة حاملي الحقائب، وأمثلة كثيرة من النماذج المثقفة التي ساهمت في إنقاذ شرف الإنسانية من الشتات والتدهور.

ولأن دور المؤرخ ليس الحكم على الأحداث، فقد فرضت، حسب سرينيلي، الأوضاع العالمية وقتها على هؤلاء اتخاذ مواقف واضحة تجاه العديد من القضايا، فإلى جانب الأزمة الشاملة التي عرفتها فرنسا، والحرب العالمية الثانية ومخلفاتها، وغيرها من القضايا التي فرض تراكمها تعامل أغلبية المثقفين الفرنسيين بحكمة مع مجريات الأحداث على الساحة الجزائرية وقتها، خاصة وأن القوة الشعبية الفرنسية تغيرت على مستوى التموقع الرسمي لفرنسا.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)