جمعية "وين نلقى" تقود حملة توعوية بالعاصمة

نظمت، مؤخرا، جمعية "وين نلقى" لمساعدة المرضى، ممثلة في مكتب العاصمة بالتنسيق مع جمعية "تضامن إيدز"، يوما تحسيسيا توعويا ضد داء نقص المناعة المكتسبة، يأتي استمرارا للنشاط الذي انطلق في اليوم العالمي لهذا المرض، المصادف للتاسع من ديسمبر؛ حيث ارتأى أعضاء الجمعية بالنظر إلى حساسية الموضوع، مواصلة تحسيس المواطنين خاصة الشباب، بسبل الوقاية من فيروس السيدا.تطرق المشاركون في اليوم التحسيسي؛ من أطباء وخبراء صحة نفسية، وكذا أعضاء الجمعية، لأكثر المواضيع حساسية عند الإصابة بالفيروس، الذي يزيد المريضَ تأثرا، والذي يتعلق بالأحكام المسبقة. وكان شعار الحملة " بدون تمييز للقضاء على السيدا "؛ حيث تم في هذا الشأن، توزيع مطويات تحمل جملة من النصائح والإرشادات، وأخرى للتعريف بالسيدا، وسبل انتقال هذا الفيروس، وكذا كيفية التعايش معه.
وذكر المشاركون أن أكثر ما يعاني منه المريض بعد ألم الإصابة، هو ألم التمييز، ونظرة العار التي يتلقاها ممن حوله؛ ما يجعله، في الغالب، يتكتم عن إصابته، ولا يصرح بها؛ خوفا من الأحكام المسبقة، خاصة بعد أن رسخ في تفكير الكثيرين أن السيدا مرادف لعلاقة غير شرعية أو غير محمية، فمباشرة تتبادر في مخيلة سامعه أن المصاب هو شخص غير مستقيم، أو ممارس للرذيلة، وغيرها من الصور النمطية التي يرسمها المتلقي في تفكيره، إلى درجة أن البعض يعانون من نفور الغير منهم؛ وكأن العدوى تنتقل بمجرد اللمس أو حتى عن طريق الهواء.
كما أكد أعضاء الجمعية أن السيدا ليس من الطابوهات، وهو ليس ظاهرة اجتماعية، بل مرض مثل باقي الأمراض، أسباب الإصابة به عديدة. ومن المصابين من هم مجرد ضحايا انتقال عدوى، وليس دائما بسبب علاقة جنسية غير محمية، أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، بل يمكن أن يكون الانتقال من شخص إلى شريك حياته بدون تصريح هذا الأخير بإصابته، أو من خلال انتقال دم المريض إلى طبيبه، أو عن طريق استعمال شفرات حلاقة الغير التي تكون حاملة للفيروس، وغيرها من الأسباب التي حقيقة تكون وراء الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
وشدد المشاركون على ضرورة القضاء على التفكير السلبي، خاصة أن الأثر النفسي الذي يواجه المرضى المصابين، ثقيل جدا، ويؤثر، بشكل كبير، على علاجهم، ويدفع بهم، غالبا، إلى الانعزال والانطواء؛ خوفا من أحكام المجتمع.