الجزائر - A la une


جمال يسحر عشاق الطبيعة
تستقبل الحظيرة الوطنية للشريعة مئات الزوار يوميا بفضل سحر طبيعتها الخلابة التي أبدع الخالق في تصويرها، لتصبح بمثابة المساحة الخضراء السياحية الهامة غرب البلاد، يتوافد عليها الزوار من ربوع الوطن، سعيا للتمتع بسحرها وجمال مناظرها.لا تختلف درجة الإقبال على حظيرة الشريعة مهما اختلفت الفصول والمواسم، هذا ما أكده لنا أحد القائمين على الحظيرة خلال انتقالنا إلى المنطقة للقيام بجولة سياحية، ننقل من خلالها لقرائنا جمال وسحر طبيعتنا الغنية. فلكل موسم بهذه المنطقة عشاقه وزواره لمشاهدة الطبيعة الأخاذة صيفا وشتاء، حيث يشتد الإقبال على الحظيرة في الفصلين للجلوس على ضفاف الوادي الممتد على طرف الحظيرة، سواء بغرض الانتعاش ببرودة الماء خلال الحر الشديد في موسم الصيف أو للاستمتاع بخرير المياه، لاسيما أن هذا الوادي يشهد تضاعفا في حجمه في ظل وجود الأمطار، كما تتشكل الشلالات والينابيع التي تمتع الناظر إليها، ولا يتسنى لك التأمل في هذه المناظر إلا في فصل الشتاء.وبعيدا عن الزحام، ركنا المركبة وانطلقنا سيرا نحو مختلف أكشاك ومحلات الصناعة التقليدية التي استقبلتنا في مدخل الحظيرة، وبها عدد معتبر من التجار الذين اختصوا في بيع الأواني الطينية والخشبية، إلى جانب بعض القطع التذكارية، وهي المحلات التي استقطبت العديد من الفضوليين والمحبين للصناعة التقليدية بغية اقتناء قطع نفعية أو لمجرد الديكور.وغير بعيد عنها، كان يجول بالمكان باعة الشاي والمكسرات المتجولين، وأكثر ما أثار انتباه الزوار بالمنطقة؛ التنوع البيولوجي بين الجبال والغابات الكثيفة بأشجارها ونباتاتها المتعددة، ووديانها وشلالاتها، إلى جانب بعض الحيوانات النادرة التي نجحت في جذب محبي الطبيعة إليها، وجعلت من المنطقة قبلة سياحية بامتياز عبر أراضي الأطلس البليدي التي تمتد بين البليدة، الشفة وعين الدفلى.ولحماية هذا الموروث البيئي الغني، نصبت الجهات المعنية للحظيرة أكواخا خشبية بها معروضات نباتية وحيوانية تعكس التنوع البيئي التي تزخر به المنطقة، إلى جانب مختلف الأصناف النادرة منها، موضحين فوائدها والدور الذي تلعبه في التعدد البيولوجي وتحقيق التوازن الطبيعي. وتعد هذه الأكواخ بمثابة المتحف الطبيعي المطل مباشرة على الجمال البيئي، تساهم في المحافظة على البيئة والموروث الطبيعي والحيواني والنباتي، وترقية البحث العلمي والمتابعة العلمية للأنظمة الطبيعية، وتعزيز السياحة البيئية.صراخ وضحك الأطفال المستمتعين بألعاب "الطوبوغون" التي نصبها بعض الشباب لاحتضان الصغار فيها شكل فسيفساء خاصة، في حين كانت مآرب العائلات مختلفة، فبعضها يأتي للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة، والبعض الآخر بسط أفرشة للجلوس عليها والاستمتاع بقعدات الغذاء أو احتساء القهوة بين أحضان الطبيعة، في الهواء الطلق على امتداد الوادي. ولم يفوت البعض فرصة أخذ صور تذكارية وسط سحر الطبيعة وجمالها.اقتربنا من الجبل، حيث صنعت القردة المغاربية الحدث في مشهد تَصوّرَ لنا كأنها تحاول الاطلاع على عالم البشر، ففي الوقت الذي كنا نحاول الاقتراب من تلك الحيوانات اللطيفة ومحاولة التأمل في تصرفاتها، كانت بدورها تتبع حركاتنا. كما لم تفوت بعض العائلات فرصة التمتع بهذا المنظر والتقاط الصور معها، في حين يقوم البعض بإطعامها وتقديم الحلويات التي يبيعها بعض الشباب على قارعة الطريق لها. ويبدو أن تلك القردة اعتادت على المواعيد المحددة لوصول الزوار، حيث أنها تكاد تختفي كليا في الفترة الصباحية، لتنزل في الفترة المسائية أفواجا في نقاط محددة، حيث ينصب الشباب طاولات الأكل. وعند مشينا على طول الطريق، شاهدنا طاووسا جميلا وحصان "البوني" تلتقط العائلات صورا معهما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)