الجزائر - A la une

جزائريون فارون من ليبيا يعيشون حياة التشرد بعد عودتهم إلى الوطن



جزائريون فارون من ليبيا يعيشون حياة التشرد بعد عودتهم إلى الوطن
يعيش مواطنون جزائريون، فروا من جحيم الحرب في ليبيا، معاناة حقيقية في ولاية الشلف التي ينحدرون منها، حيث باتوا، على غرار رفاقهم بباقي الولايات، مشردين بلا عمل، ولا سكن، ورغم قيامهم برفع العديد من النداءات لدى الجهات المعنية، لنفض الغبن عنهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث وجدوا أنفسهم في واقع اجتماعي أسود، على حد تعبيرهم.كان هؤلاء يقيمون في ليبيا منذ سنوات طويلة، تصل إلى قرابة العشرين عاما، بعضهم كان يشتغل في مجال المحاسبة، وآخرون في أعمال حرفية، تزوجوا هناك وكونوا عائلات، وأصبحت لديهم منازل، قبل أن يفرض عليهم انفلات الوضع الأمني بليبيا واقعا جديدا بعد الإطاحة بنظام القذافي، جعلهم، يتركون كل ما يملكون، والذي عملوا على تكوينه لسنوات طويلة، ويعودون إلى أرض الوطن، وتحديدا في ولاية الشلف، حيث اصطدموا بحالة الإقصاء والتهميش التي فرضت عليهم على حد تعبيرهم.وفي هذا السياق، كشف ممثل عن هؤلاء، ومعه خمسة ينحدرون من بلدية الشطية، يدعى فراجي بن علي، متزوج وأب لطفل، أنه أقام 15 عاما في العاصمة الليبية طرابلس. وكان يشتغل محاسبا، وكان يملك شقة، وكان يعيش حياة عادية، وفي أحسن حال، بمرتب جيد، وفي المساء، كان يشتغل في محل بناه هناك في العاصمة الليبية، حلاقا، قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب، بعد تدهور الوضع الأمني وقيام ما يسمى بالثورة الليبية ضد العقيد القذافي، حيث فر رفقة عائلته الصغيرة، وعاد إلى الجزائر، ببلدية الشطية، وهو اليوم من دون عمل، ولا مأوى، وتشردت عائلته، وذلك بعد أن أصبحت زوجته تقيم عند ذويها، في مشهد بائس على حد تعبيره، جعله يقرر العودة إلى ليبيا، بعد خروجه منها في نهاية سنة 2011، قبل أن يعود أدراجه إلى أرض الوطن في نهاية عام 2013، وذلك بعد أن اصطدم باستحالة العيش في ليبيا، حيث فقد هناك كل ما يملك، من سكن، وسيارتين، إلى جانب محل الحلاقة، وأمواله، وبرغم الوعود التي تلقاها رفقة من عادوا معه من ليبيا، بإيجاد عمل لهم، ومنحهم سكنات، إلا أن تلك الوعود لم تكن سوى مجرد وعود ذهبت أدراج الرياح. ولم يتوان العشرات من هؤلاء، في اتهام السلطات بإغماض أعينها عن حالتهم، وقالوا إنهم طرقوا كل الأبواب بينها وزارة التضامن، لكن لا حياة لمن تنادي، يحدث ذلك في الوقت الذي تم فيه تسوية وضعيات آخرين في ولايات مجاورة، بينما هم يعيشون الحرمان والإقصاء.وحسب ذات المصدر، فإنه يقدر عدد النازحين، من ليبيا بذات الولاية بحوالي ألفي شخص، باتوا يعانون التهميش والفقر والحرمان، ويشتكون من عدم استجابة السلطات لمطالبهم، وعدم تكفلها بانشغالاتهم.وأعرب هؤلاء في حديثهم ل "الشروق اليومي"، عن استيائهم من الوضع الذي أصبحوا عليه، حيث باتوا مشردين كاللاجئين الأفارقة، لا يملكون لا سكنا ولا عملا، وهم الذين كانوا يحيون حياة الرغد في ليبيا، قبل أن تنقلب حياتهم رأسا على عقب بعد تدهور الوضع الأمني هناك.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)