الجزائر - A la une

جزائريات عايشن تجارب قاسية مع المجانين في الشوارع


جزائريات عايشن تجارب قاسية مع المجانين في الشوارع
يجوب عددا لا بأس به من المجانين والمتشردين الشوارع و الأحياء، يتسكعون بها نهارا ويأوون إليها ليلا، ليصبحوا خطرا ينغص سلامة وأمن السكان والمارة على حد سواء، نساء كن ضحايا هذه الفئة، وعايشن تجارب صعبة وأوقاتا حرجة يسردنها لنا على ألسنتهن تركت آثارا نفسية واجتماعية مريرة على حياتهن ومستقبلهن.أثارت العديد من حوادث اعتداء بعض المرضى نفسيا والمتشردين على الأشخاص في الشوارع، حالات من القلق والرعب في نفوس المجتمع، خاصة لدى النساء اللواتي أصبحن يهربن كلما صادفن مريضا مخافة أن تكون أحد ضحاياه، وبات لديهن حالة من الفزع اتجاههم.بسببهم أصبحت شوارع بلا أمانورغم أنه ليس جميع هؤلاء المجانين والمشردين عدوانيين ومجرمين، غير أنك لا يمكنك الجزم بذلك ولا يشكل أي خطر يذكر، هذا ما صرحت لنا به رقية،32سنة، مضيفة أنها أصبحت تخاف كلما صادفت مجنونا أو متشردا، خاصة بعد الحادثة التي تعرضت لها قبل سنتين، حينما أمسك أحدهم بها وحاول ضربها، ورغم أنه لم يتسبب في إيذائهاّ، لكنها لم تتمكن من نسيان الحادثة التي سببت لها صدمة كبيرة في حياتها، كما تضيف رشا، طالبة جامعية قائلة:" في الفترة الأخيرة انتشر المجانين بشكل كبير وغريب في كل شارع ، وكلما رأيت مجنوناً في جهة أهرب للجهة الأخرى خوفا من أي تصرف قد يبدر منه ، طبعا الرجل يستطيع الدفاع عن نفسه ، أما نحن فماذا نفعل لو قام مجنون بالتهجم علينا، أو على فتاة صغيرة ، أو امرأة كبيرة في السن، بصراحة هذه مشكلة كبيرة جدا أصبحنا نعاني منها".مشاهد محرجة لمجانين بألبسة شبه عاريةوما يحرج العديد من النساء هي حالة العري التي يظهر بها الكثير من المتشردين في الشوارع، مما يسبب لديهن حرج مع أفراد عائلتهم التي يرافقونهم، صفية،ربة منزل، اعترفت أنها كثيرا ما يزعجها مظهر هؤلاء المتشردين والمجانين وهم في حالة عري لاتكاد تغطي الملابس أجسادهم، وهنا سردت لنا ما حدث لها ذات مرة وهي مع بناتها، أين كان يتواجد مجنون يجلس بشكل دائم دونما ثياب تستره ، ويرعب البنات كل يوم بمنظره هذا المخزي ، ولم يستطع أحد أن يفعل له شيئا ، فالناس يخافونه، ويقولون مجنون، لذلك اضطررت إلى نقل بناتي إلى مدرسة أبعد لكن طريقها مختلف ، كي أتقي شر ذلك المجنون، وحتى لا يصيب بناتي بمكروه، خصوصا أنه حاول التهجم على بنات صغيرات اللواتي استطعن أن يلذن بالفرار.فادية: صفعني وأخذ حقيبتي وفرومن بين الحوادث والتجارب المؤلمة التي عاشتها بعض النساء، تذكرفادية، 41سنة، الحادثة الأليمة التي تعرضت لها من قبل مجنون ، فقالت : "حدث لي موقف مع مجنون لن أنساه ما حييت ، حيث كنت أمشي في السوق ، وكان المجنون في الجهة الأخرى من الرصيف ، بينما أنا في الجهة المقابلة أسير دون أن أكترث ، وإذا به يأتي لجهتي مسرعا بطريقة أرعبتني واضطرتني للصراخ بشدة من الخوف ، وبسرعة رفع يده وصفعني على وجهي بكل قوته دونما أي سبب يذكر ، ثم مد يده إلى حقيبة يدي وأخذها مني بالقوة وهرب "، وحاول أحد الشباب اللحاق به ، لكنه جرى بسرعة كبيرة ، أما أنا فأصبت بحالة بكاء هستيرية ، لم تنته إلا بعد أن جاء أحد أفراد أسرتي وأخذني للبيت، ورغم مرور سنوات من الحادثة التي تعرضت لها فادية، لكنها لم تتمكن من نسيانها إلى يومنا هذا وآثار جروحها لا تزال راسخة في ذاكرتها تسيقظ معها كلما رأت مجنونا أو مشردا أمامها لتعاودها نفس الآلام والمعاناة.المرأة تجد صعوبة للدفاع عن نفسهاوتعد مشكلة المرضى النفسيين في واقعنا كبيرة ، فقد أصبحوا لا يجدون ملجأ سوى الشارع بعد أن تركهم أهلهم ، وإهمالهم بهذه الطريقة، وعدم احتوائهم في مكان خاص ، والأكثر عرضة للخطر من هذه المشكلة هن النساء والأطفال ، أما الرجال فبحكم قواهم البدنية يمكن أن يقاوموهم ، لكن المرأة تجد صعوبة في الدفاع عن نفسها بحكم طبيعتها الجسدية والعادات، هذا ما صرح لنا به مولود،45سنة، ممرض بعيادة نفسية، مضيفا أن الحالة تختلف حالة العديد من المجانين ، والمرضى النفسيين من أحد إلى آخر، ومن حالة لأخرى، فهناك من يكون مرضه نفسيا وفي بداية المرض، وهذا لا يكون خطير ولا يعتدي على أحد ، وهناك من يكون قد وصل به المرض إلى الشخصية الفصامية ، وبالتالي يصبح مصدر خطر على نفسه وعلى الآخرين ، ونتعرض منهم في بعض الحالات لتكسير الشبابيك والأبواب ، وأحيانا لمحاولة اعتداء ، ولكن يتم السيطرة عليهم من قبل الأطباء حتى تستقر حالاتهم.المريض النفسي لا يشكل خطورة كالمجنونويوضح عبدالرحمن أحمد ، مختص في العلاج النفسي، أنه ليس كل المرضى النفسيين عدوانيين بشكل خطيركالمجنون، فنادرا ما نجد مريضا نفسيا يحمل شحنات عدوانية ضد الآخرين ، غير أننا نجد هذا السلوك لدى من تلقى تربية دينية صارمة وأفكارا متشددة ، إذ ربما يكون عدوانيا ، وبإمكانه القيام بالاعتداء على الآخرين بالضرب ، أو كسر ما يقع أمامه ، ولا تنحصر عدوانيته فقط على البشر ، بل تمتد إلى الجميع ، حتى على الأشياء كالسيارات أو المحلات والمارة في الشارع، ، لكننا نستطيع أن نسيطر على المريض حين تبدر منه هذه التصرفات العدوانية بالجلسات ، وبالأدوية ، وغيرها، وبالنسبة لمجانين الشوارع ، ونتيجة لعدم وجود مصحات تهتم بهم وتعالجهم ، فهم يشكلون خطورة على الجميع ، لكن النساء يكنَّ أكثر عرضة لاعتداءاتهم نتيجة عدم مقدرتهن الدفاع عن أنفسهن، وهؤلاء أقصد المجانين، عكس المرضى النفسيين ، لأن المرضى النفسيين ليسوا جميعا مصدرا للخطر ، لكن المرض النفسي قد يتدرج حتى يصل إلى أخطر مرحلة (مرحلة الشخصية الفصامية) وعندها يكون المريض أخطر من حيث العدوانية ، والأفكار التي يحملها ، رغم أنه قد يمارس حياته بشكل طبيعي جدا في بعض الأوقات ، ولكن الأفكار التي يحملها تشكل مصدر خطورة كبيرة على الجميع، كما أنهم يحتاجنون الاهتمام بهذا الجانب عبر افتتاح مصحات نفسية للمعالجة ، لأن هناك إمكانية لعلاجهم وتحويلهم لبشر أسوياء ، خصوصا وأن أغلب المشاكل التي أوصلتهم للمرض النفسي مشاكل عائلية واقتصادية تتعلق بالبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)