الجزائر - A la une

جزائريات تنافسن الرجال باقتحام عالم الرياضة في الهواء الطلق



جزائريات تنافسن الرجال باقتحام عالم الرياضة في الهواء الطلق
لم يعد ارتداء النساء لبدلة رياضية والانطلاق في الجري وممارسة مختلف التمارين في الهواء الطلق بالمحاذاة مع الرجال، من المظاهر الغريبة مؤخرا، حيث باتت نسوة تتوافد على الغابات والمنتزهات مقتحمات عالما طالما كان حكرا على الرجال، بعدما ارتأين تطليق القاعات المغلقة واللجوء إلى الأماكن المكشوفة.بعد أن كانت قاعات الرياضة مكانا تلجأ إليه النساء لممارسة الرياضة للتنفيس عن الذات من جهة ولحرق سعرات حرارية تسببت في إكسابهن وزنا زائدا، هاهي الفضاءات المكشوفة من منتزهات وغابات وشواطئ تستقبل هذه الفئة التي كانت تتردد عن ممارسة هذه التمارين على مرأى من المارة وبالمحاذاة مع الرجال.. فقد أتاحت كل من ”الصابلات” وغابة بوشاوي وبعض الشواطئ بالعاصمة، لهؤلاء النسوة، الفرصة للخروج في بدلات رياضية رفقة أفراد عائلاتهن لممارسة التمارين الرياضية بدون حرج. لا تعجب ولا ذهول.. لم يعد مظهرهن وهن تشاركن نظراءهن من الرجال في الجري أمام الملأ أمرا غريبا يلف الأنظار، فقد حطمت النساء كل الطابوهات عندما خرجن لممارسة الرياضة التي كانت حكرا على الرجال. وفي هذا السياق ترى الدكتورة رشيدة دعيس، المختصة في علم الاجتماع، أن خروج النساء لممارسة الرياضة في الأماكن العامة مرتبط بمختلف التحولات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية التي عرفتها الجزائر، مشيرة إلى أن إقدام المرأة على دخول عالم الشغل من جهة والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إضافة إلى تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، جعل النساء لا تترددن في ممارسة كل ما يروق لهن أمام الجميع ما دام ذلك لا يخدش بالحياء ولا يسيء لأحد. وتضيف محدثتنا في السياق ذاته أن من بين الأمور التي شجعت النساء هي فتح العديد من المتنفسات والأماكن العامة التي تتيح ممارسة الرياضة، على غرار الصابلات، غابة باينام وبوشاوي وغيرها من الشواطئ. لا أحد يجرؤ على المضايقة..أكثر أمر مشجع لاحظناه خلال جولتنا في هذه الأماكن التي يكثر فيها تواجد النساء الممارسات للرياضة في الهواء الطلق، هو الاحترام وغياب أي نوع من أنواع المضايقات من طرف المارة، فالكل منشغل بممارسة النشاط الذي يروقه. وفي السياق ذاته كان لنا حديث مع عدد من هؤلاء النساء اللاتي أكدن أنه لم يسبق لهن أن تعرضن لأي مضايقة أو تحرش، حيث أشارت مريم، 26 سنة، التقينا بها رفقة والدها وأختيها بمنتزه الصابلات، أنها تأتي في عطلة نهاية كل أسبوع مع عائلتها لممارسة الرياضة والتنفيس عن النفس، مشيرة أنها لم تلاق أي عراقيل في ذلك، وأشارت أن كل فرد منشغل بنشاط ما ولا وقت للتضييق على الآخرين. ومن جهتها تقول سميرة، 35 سنة، والتي تمارس رياضة الجري بمفردها ودون مرافقة أحد، أنها لم تتعرض لأي تحرش من طرف الرجال أو الشبان منذ أن بدأت بالتوافد على المكان، منوهة أن المجتمع الجزائري بدأ يتقبل بشكل تدريجي الحضور النسوي في المجالات المختلفة، مادام ذلك لا يمس بثقافتنا الجزائرية ولا بديننا الإسلامي. وهو الأمر الذي نوهت إليه المختصة في العلوم الاجتماعية رشيدة دعيس، والتي أكدت أن الكثير من الأمور والمعتقدات البالية التي طالما رسخت في أذهان الجزائريين بدأت بالزوال، فمجتمعنا بات متفتح على غيره وأصبح أفراده يتقبلون الأمور والظواهر المستجدة مادامت لا تمس بالأعراف والتقاليد.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)