جريمة في البحر الأبيض؟

لو كانت هناك عدالة، محلية أو دولية، لتم جرجرة كل حكومات جنوب المتوسط إلى المحاكم، بسبب المأساة الإنسانية التي شهدها البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل الليبية- الايطالية حيث غرق ما لا يقل عن 700 شخص هارب من الفقر والمجاعة والحروب واللا أمل، هم شاب، أطفال ونساء، كانوا يبحثون عن أمل مفقود، فلقوا حتفهم في عرض البحر، أخر الأخبار تتحدث أيضا عن غرق ما لا يقل عن 300 في السواحل اليونانية، ومعنى هذا أن أزيد من 1000 شخص أكلهم البحر في اقل من أسبوع، هم من جنسيات جزائرية، نيجيرية، بنغلادش، من ليبيا،…الخكل هؤلاء لم يجدوا شروط الحياة، فذهبوا للبحث عنها في الفردوس الأوروبي، فكان مصيرهم أن أصبحوا طعم للحوت. الحكومات الإفريقية على اختلاف مستويات إمكانيتها، ينخرها الفساد، الرشوة، المحسوبية، نهب المال العام من قبل أقليات سيطرت على الحكم بطريقة غير شرعية، فحرمت الملايين من العيش الكريم، لا الصحة، لا التعليم، لا ابسط الحقوق.. ومن هنا فإن ما جرى في عرض البحر لا يمكن الا ان يكون جريمة تستوجب جر هذه الحكومات الى المحاكم بتهمة إبادة مواطنين من عدة جنسيات.