الجزائر - A la une

جرذان الطوب تفتك بثروة النخيل والفلاحون يستغيثون بالوادي



جرذان الطوب تفتك بثروة النخيل والفلاحون يستغيثون بالوادي
يشتكي هذه الأيام، الفلاحون بالوادي من غزو جرذان الطوب لبساتين النخيل وعبثها بالطلع الجديد، مما يهدد موسم التمور المقبل ويلحق أضرارا بالفلاحين والمنتجين.تعيث جرذان الطوب فسادا في مزارع النخيل، حسب ما أكده مختص فلاحي، مع تسجيل خطر بأقل قدر على المحاصيل الفلاحية الأخرى، ومختلف الخضروات ذات الإنتاج الحقلي، وهي ضربة أخرى للفلاحين تضاف إلى لائحة الآلام التي ألمت بهم هذا الموسم الفلاحي.وتعتبر هذه الفترة بالنسبة للنخيل حاسمة، لكونها تتعلق بالتلقيح وتزويد "الطلع الجديد" بالغبار الخاص بعمليات التلقيح، حيث تتعمد جرذان الطوب قضم الطلعات الجديدة وأكلها دون أن يتفطن لها الفلاح، في ظل حركتها الليلية، وقدرتها على المناورة والصعود بسهولة، إلى أعلى الشجرة وتحويلها إلى عش.انتشار هذه الجرذان كبيرة الحجم السوداء، والمؤذية حتى للإنسان حسب ما أكده مزارعون، سببه ملايين الأطنان من فضلات الحيوانات "الدجاج بالأخص"، التي تدخل الولاية من الأقاليم الشمالية القريبة، والتي يعيش فيها هذا الجرذ ضمن دورة حياتية عادية، وتأتي عبر الشاحنات المحملة بالمواد العضوية مع بداية كل موسم زراعي، ليستعملها المزارعون كسماد طبيعي لمزروعاتهم، لتتحول تلك الأكوام المترامية بالحقول إلى حاضنة لها، وتتكاثر بسرعة بعد تسللها من تلك المخلفات الحيوانية المستوردة نحو النخيل والمزروعات، وهو ما تسبب في معاناة شديدة للفلاحين المالكين لمستثمرات النخيل، وأصحاب الحقول، كما أن أصحاب مزارع النخيل لم يجدوا لها المبيدات الناجعة للقضاء عليها سوى استعمال الطرق التقليدية لإباداتها.ويفيد المتخصصون، أن هذه القوارض عبارة عن جرذان سوداء كبيرة الحجم، لها ذيل طويل اسمها العلمي "ميريوندوشون"، مشيرين أن ولايات شمال البلاد بصفة عامة هي مصدرها، وهي تستغل ليونة وهشاشة الطّلع في النخلة ودفئه، لتقوم بأكل جزء منه والدخول إليه وأكله وتخريبه والعبث به، وتحويله إلى عش للتكاثر السريع.وأشار الفلاحون إلى أن تفاقم هذا الخطر، وانتشاره غير مقتصر على الوادي فحسب، بل يمتد خطر الجرذان إلى باقي ولايات جنوب البلاد المنتجة للتمور، وباقي المحاصيل الزراعية، باعتبار أن الولايات الجنوبية كلها ذات طابع فلاحي، ويجلب فلاحوها الفضلات الحيوانية من ولايات الشمال، لاعتبارات فقر التربية الرملية من المواد العضوية.من جهة أخرى اشتكى أغلب الفلاحين من عدم نجاعة المبيدات المستعملة، والموجهة للفتك بهذه الجرذان، فأغلب الصيدليات الزراعية تروج مبيدات للقوارض، هي في الأساس موجهة للقضاء على الفئران العادية الصغيرة، والسبب فيها عدم قدرة المهندسين على استيراد المبيدات الحقيقية، وهو ما أجل في كل مرّة القضاء على تجمعات الجرذان القاضمة المتنقلة بين الحقول والمتكاثرة بشكل كبير، أين طالب هؤلاء المتضررون من الجهات الرسمية المعنية بالقطاع الفلاحي، مساعدتهم ودعمهم بمبيدات فعّالة للقضاء على القوارض الفتاكة، وإنقاذ نخيلهم ومحاصيلهم الزراعية المختلفة من الهلاك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)