الجزائر - A la une



ثقافة الشكارة
هل يوجد فرق بين مصطلح رجال الأعمال ورجال المال ؟ الواقع أن المال والأعمال يرتبطان ببعضهما البعض، فالأعمال هي التي تجلب المال، ولو تمعنا كيف وصلت الشركات الكبرى في العالم الى ما وصلت اليه اليوم لاكتشفنا أن الامر يتعلق بجهد أباء وأجداد وكد أبناء اوصلوا صناعتهم الى ما اوصلوها اليوم، فالبادية تكون بمشروع صغير جدا يؤسسه الجد ثم يبدأ في تطويره ويتسلمه الأب ويطوره بدوره ثم تصل الى الأبناء لتكبر الأعمال ويكبر معها المال، وأحيانا نجد شركات كبرى اشترك في بنائها أجيال من الأبناء والاحفاذ والاباء والأجداد قد تبدأ مع بداية الثورة الصناعية، مع ملاحظة أن الامر دوما يوجد فيه عمل " أعمال" قبل المال، ربما عندهم لا يمكن ان نفرق بين المال والأعمال لأن المصطلح الأخير ينتج عنه المصطلح الأول فالعمل هو الذي يولد الثروة، لكن عندنا العكس ما يوجد عندنا هو مال يدور ويخرج نحو الخارج ويعود بسلع لا تصلح في غالب الأحيان تباع بأسعار خرافية لمواطن، وبالتالي فإنه تظهر عندنا شركات أغلبها غير منتجة ولكنها تعتمد على الاستيراد وبعيدا عن التصدير وفي لمح البصر تنتفخ هذه الشركات ويشار اليها بالبنان، مثل هذه الظواهر دفعت أناس لهم نيات صادقة في التصنيع والإنتاج والعمل إلى تغيير وجهة نظرهم في العمل والأعمال والمال، وصاروا بدورهم يستوردون ويبيعون، بعيدا عن ثقافة رجال الاعمال الحقيقية التي تربط المال بالعمل وليس المال بالمال، ولأن التسهيلات كثيرة لبعض القوم ولا يوجد حساب ولا عقاب فقد اندثرت ثقافة العمل والأعمال وظهرت ثقافة "الشكارة" بمعنى أن الناس تغتنم هذه الفرصة الذهبية التي امتزج فيها المال بالسياسة والسلطة من اجل الثراء وتدوير المال وتهريبه عن طريق ما يعتبر استيرادا لاثراء مجتمعات أخرى وتطويرها بمالنا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)