الجزائر - A la une


ثروتنا... في ذكائنا
«ثروتنا في ذكائنا»... هذا ما لخص مداخلة الخبير الدولي في الطاقة الأستاذ مراد برور، خلال استضافته في فوروم «الشعب»، محذرا من الروح الاتكالية تجاه ثروة البترول، التي ماتزال راشحة في أذهان الكثير منا، في الوقت الذي تتوفر بلادنا على كفاءات ومهارات عالية بإمكانها أن تنتقل بالجزائر إلى آفاق أرحب في الجانبين الاقتصادي والمالي.سعى الأستاذ برور لقرابة الساعة والنصف من الشرح والنقاش المفصل، لإبراز الأدوات العلمية القادرة على الارتقاء بالبلاد إلى مراتب أعلى في الأداء المتعلق بالمنظومة الاقتصادية وهذا من خلال الانخراط في المسار التكنولوجي الدولي باستغلال الموارد المادية والبشرية، وتوظيفها ضمن الرؤية المتكيفة مع الحركية العالمية في هذا الشأن، معتبرا ذلك بالخيار الاستثنائي الذي لا بديل عنه في السياق الراهن.وأبدى برور استياءه من الدعوات الصادرة عن أناس شغلهم الشاغل تثبيط العزائم والتأثير في المعنويات وهذا عندما يربطون مصير البلاد بالبترول، واصفا ذلك بالخطإ الذي لا يغتفر والاستراتيجي. هذا يعني ضمنيا الإطباق على العبقرية الجزائرية وتعطيل تفكيرها المتوجه إلى البحث عن خيارات أخرى حيوية، تواكب أو تتجاوز ما يحدث حاليا.لذلك ركز تركيز قويا على قدرة الجزائريين على تجاوز الظروف الصعبة والانطلاق إلى أو نحو مساحات رحبة للبرهنة على قدرتهم على التحكم في مصيرهم. ومهما تكن الأسعار مرتفعة أو منخفضة، فإن الجزائر فوق كل هذه الاعتبارات، ونعني بذلك استطاعتها المطلقة في إبداع نموذجها في تسيير شؤونها الاقتصادية دون طلب مزية أحد، وهذا ما شرع فيه من خلال النموذج التنموي الجديد الذي بادرت به البلاد لمواجهة هذه الأوضاع.ودعا إلى جعل الصناعة البترولية منطلقا أساسيا وأوليا في السياسات المتبعة حاليا، قصد مواجهة كل التداعيات غير المتوقعة، خاصة ما تعلق بالفجوة التكنولوجية التي ترافق أي توجه جديد في هذا المضمار، والمطلوب ردمها وسدها في الوقت المناسب والجزائريون قادرون على رفع هذا التحدي، مهما كان الأمر.وعليه، لا نربط أو نرهن مستقبلنا بأشياء غير ملزمة لنا، كالاعتماد المفرط على مادة البترول، حتى نكون في مستوى الأحداث، لا نتأثر إلى درجة الانهيار عقب سماع أخبار عن انخفاض الأسعار، وهذا ما يزيد في إرادة التصدي لكل الاحتمالات من خلال تسيير محكم لقطاعات أخرى قادرة على مدّنا بالقيمة المضافة، وهذه معركة نفسية أخرى تتطلب من الجزائريين ربحها مهما كان الأمر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)