الجزائر - A la une

تيزي وزو تحيي الذكرى ال 20 لرحيل الفنان «معطوب الوناس»




ستكون مختلف مناطق ولاية تيزي وزو هذه الأيام على موعد لاحتضان التظاهرات الثقافية التي ستنظم إحياء للذكرى ال 20 لرحيل ملك الأغنية الأمازيغية الفنان القبائلي معطوب الوناس .هذا الفنان الغني عن كل تعريف و الذي اغتالته أياد إجرامية ويوم 25 جوان 1998 بالمنطقة المسماة» «ثالة بونان» المتواجدة على بعد 10 كلم عن مقر مسقط رأسه بقرية ثوريرث موسى واعمر التابعة إداريا إلى بلدية آيت محمود دائرة بني دوالة. و كما تجدر إليه الإشارة فإن الفقيد الراحل معطوب الوناس قدم الكثير للهوية و الثقافة الأمازيغية و ناضل من أجل الديمقراطية والحريات. ليبقى نضاله أبدا و بهذه المناسبة سطرت الجمعيات الثقافية المحلية و المؤسسة الحاملة اسمه و التي تترأسها شقيقته مليكة معطوب» العديد من الأنشطة المتنوعة . و من جهتها مديرية الثقافة بتيزي وزو بالتنسيق مع دار الثقافة مولود معمري أعدت بهذه المناسبة برنامجا متنوعا و ثريا بقيمة هذا الحدث . كما يتخلل هذا النشاط تنظيم عدة نشاطات رياضية و حفلات فنّية سيتم خلاله تنظيم وقفة ترحّم على روح الفقيد بقرية ثاوريرت موسى بني دوالة بمسقط رأسه و أمام النصب التذكاري الذي أقيم في تالة بونان بالمكان الذي اغتيل فيه الفنان . كما أفاد بيان صدر من قبل مؤسسة الراحل معطوب الوناس و الذي تم نشره عبر صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإن عائلة الراحل معطوب الوناس تطالب بإعادة فتح التحقيق مجددا حول قضية اغتيال ابنها الفنان الراحل معطوب الوناس . كما علمنا من مصدر مقرب فإن شقيقة الراحل معطوب الوناس السيدة «مليكة معطوب « و التي هي رئيسة مؤسسة معطوب لوناس تطالب من العدالة الجزائرية بضرورة فتح ملف قضية اغتيال «معطوب الوناس «مجددا و تسليط الضوء حول القضية . و كما تجدر إليه الإشارة فإن الراحل «معطوب الوناس» هو من مواليد 24 جانفي 1956 بقرية تاوريرت موسى بمرتفعات بني دوالة بتيزي وزو و قد كان منذ نعومة أظافره يحب الفن حيث تأثر بالشيخ الحسناوي و الحاج محمد العنقة و كانت عودة أبيه في السبعينات من فرنسا أجمل صورة للوناس حيث أهدى له والده قيثارته الأولى. ويعتبر «معطوب الوناس» من أشهر الفنانين و الموسيقيين في الجزائر بسبب لونه الغنائي و صوته المميز . و قد تعلم معطوب الوناس الغناء بشكل ذاتي و هاجر لفترة إلى فرنسا ثم عاد إلى الجزائر. و أصدر العديد من الألبومات و قد كان من الأوفياء للقضية الأمازيغية، اتخذ من الأغنية الملتزمة و الشعر الهادف أداة للدفاع عن الهوية و الثقافة الأمازيغية، ناضل من أجلها لأنه لا يملك شيئا غيرها غنى في هذه المناسبة ضد الإرهاب و عن اغتيال المثقفين من لدن المتطرفين الدينيين للأصوات الحرة المدافعة عن جذورها و قضيتها المشروعة، تمرد لوناس على الواقع الذي يحرم فيه الإنسان من التعبير عن آلامه و عن لغته و ثقافته ليقول إنه تمرد ضد الفكر المتحجر و التعصب الديني، و القمع اللغوي و الثقافي، ناضل من أجل قضية تستمد مشروعيتها من حقائق التاريخ والجغرافيا و اللغة و الإنسان .و كانت رصاصات الغدر في جوان 98، شاهدة على تمرد معطوب لوناس على التطرف الديني و الفكري ، حقا كانت الفاتورة التي دفعها الفنان غالية جراء إيمانه الراسخ بالقضية الأمازيغية ، و هي مسألة حياة أو موت عنده. و علمنا دروس الإقدام و الحرص على الشرف و السير قدما حتى تحقيق كل المطالب المشروعة، و كما كان يقول دائما» إني أفضل أن أموت واقفا على قدمي و مدافعا عن هويتي أفضل من أن أموت طريح الفراش».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)