الجزائر - A la une

تونسيون يسافرون إلى القالة للإستفادة من خدمات الطب العام




تونسيون يسافرون إلى القالة للإستفادة من خدمات الطب العام
تشهد ولاية الطارف حركة حثيثة على حدودها مع تونس، ففضلا عن السياحة والاستجمام، يتبادل الجزائريون والتونسيون الزيارات إلى البلدين بقصد التداوي وفي حين يقصد الكثير من سكان القالة وأم الطبول وغيرهما العيادات التونسية، التي لا تبعد عنهم كثيرا، بدلا من مشقة المجيء إلى الجزائر العاصمة لاستشارة طبيب متخصص.يقصد التونسيون البسطاء -من سكان مدن وقرى الحدود- القالة من اجل مجانية الفحوص، إذ تدفعهم التكاليف المرتفعة في المشافي والعيادات الخاصة، وقلة المرافق الاستطبابية الحكومية، إلى اللجوء إلى مستوصفات ومستشفيات القالة ضواحيها، بحثا عن خدمات مجانية أو رمزية القيمة، حيث لا يكلفهم السفر إليها سوى سويعة أو اقل.احد هؤلاء التونسيين الذين التقتهم ”الفجر” قال: ”الإجراءات على الحدود مع الجزائر ليست معقدة، بإمكان أي مواطن تونسي أن يدخل بلدية أم الطبول في خلال مدة قصيرة لا تزيد عن ساعة في الأغلب، وهذا يسهل عملية انتقالنا إلى الأطباء في القالة أو الطارف، حيث أعالج عند احد الأطباء منذ سنة”. وأردف: ”أعاني من مشكلة في الكلى، لا استطيع ان اقصد طبيبا اختصاصيا في بلديتي، بسبب التكاليف المرتفعة، لذلك فإنه لا حل لي سوى المجيء إلى القالة في كل موعد، حيث لا يكلفني ذلك إلا مبلغا بسيطا، كما ان تحويل الدينار التونسي إلى الجزائري يجعلني استفيد من الفارق القيمي، ان ثمن معاينة الطبيب الخاص في الجزائر اقل ب4 مرات على الأقل ثمن الطبيب نفسه في تونس”.ويرى المتحدث ان المستوصفات المتوفرة في كل بلدية جزائرية تقريبا تقدم استشارات طبية ممتازة، على الرغم من اكتظاظها، وأشار إلى ان المستشفيات العمومية تعاني من نقص في العتاد وبعض الأدوية، لكنها تقدم كل الخدمات الضرورية والاستعجالية، كما ان خبرة طواقمها الطبية تبعث على الاطمئنان.وذكر ان العيادات الخاصة تهيمن على قطاع الصحة في تونس، وتكاليف الليلة الواحدة مرتفعة، فضلا عن ان نزيلها يدفع ثمن كل شيء، حتى ثمن الحقنة والضمادة وخدمات عاملة النظافة الإضافية، وهو ما يجعل المواطن البسيط يسافر إلى الجزائر ليستفيد من بعض المجانية. وقال: ”نتحمل مشقة انتظار الدور، مادمنا سنحظى بفحوص ورعاية طبية مجانية أو بأثمان رمزية”.من جهتها، تشهد القالة رحلة معاكسة لطالبي الخدمات الطبية المتخصصة إلى تونس، فرغم ارتفاع تكاليف الاستطباب هناك إلا ان عددا غير يسير من سكان القالة والمدن المجاورة لها يقصد تونس للاستفادة من خدمات الاختصاصيين. وحسب أشخاص عديدين من هذه المدينة، فإن أكثر الخدمات الطبية المطلوبة من طرف الجزائريين في تونس هي خدمات الإنجاب والخصوبة ومشاكل الإبصار والعيون.وحسب ناس القالة، فإن سمعة الخدمات الطبية التونسية في مجال الإنجاب هي الدافع الأول لهذه الرحلات، حيث يتحدث الجميع عن نجاح كل العمليات التي أجريت هناك في مجالي الإنجاب الصناعي أو علاج العقم، غير ان هناك دافعا لا يقل أهمية عن هذه السمعة: انه العادات الاجتماعية التي يلجأ بسببها بعض الرجال إلى الاستنجاد بالعيادات التونسية، على غلائها. وحسب بعض من تحدثوا إلى ”الفجر”، فإن عددا كبيرا من الرجال في القالة يخشون كلمة ”عقيم”، ويخشون الذهاب إلى طبيب محلي، ولذلك فإن تأخر الإنجاب يدفع عددا منهم إلى السفر إلى تونس لإجراء التحاليل والفحوص، ويخفون الأمر عن أصدقائهم وحتى عن أقاربهم، ويبررون ذلك السفر بالسياحة أو بشراء السلع الايطالية التي تتدفق على تونس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)