الجزائر - A la une


توفيق ومان
صرحّ الشاعر ورئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان بأنّ الشعر الشعبي والملحون أرّخ للمقاومة الشعبية والفترة السوداء التي مرّت بها الجزائر سنوات التسعينيات، من خلال عديد القصائد التي كتبها شعراء جزائريون، وقال: "لو نجمع القصائد التي كتبت عن العشرية السوداء لوجدناها تعدّ بالآلاف".أكد توفيق ومان رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي في حديث جمعه ب"الشروق" على هامش اختتام فعاليات الملتقى العربي الثالث للشعر الشعبي المختتم أول أمس، بأنّ الشعر الشعبي مواكب للأحداث في العالم العربي لاسيما في الجزائر منذ القرون الأولى إلى غاية الوقت الراهن، كما ساير مسار الأمة ونهضتها، حيث صور الوضع في الوطن بكل دقة سواء كانت هزات أو أفراح وانتصارات من خلال العديد من النصوص والقصائد في فترات مختلفة وحرجة في غالب الأحيان، وخاصة تلك التي أنجزت حول العشرية السوداء. وقال ومان في السياق: "لو نجمع القصائد التي كتبت عن العشرية لوجدنها بالآلاف، حيث صورت وروت الوضع بتفاصيله وأرّخت للمأساة الوطنية، إضافة إلى عدم توقف الشعر الشعبي عن نقطة التاريخ فقط، بل تعداه إلى الرياضة فتغنى بانتصارات الفريق الوطني والأندية الوطنية عبر ثلة من القصائد، لذلك أعتقد بأنّ الشعر الشعبي كان ولايزال دائما مرآة الحالة الجزائرية في كلّ مجالاتها. وفي إجابته على سؤال حول إمكانية أن يكون الشعر الشعبي تفاعليا ومناسباتيا ما قد يعرّض رواده للنقد وتنقص قيمته، أوضح توفيق ومان المكرّم مؤخرا بدرع الرابطة العربية للشعر بأنّ التفاعلية والمناسباتية لا تستطيع التمكن من القصيدة الشعبية بالنظر إلى أنّ من يكتبه شعراء في المستوى وجيدّون على مستوى الكلمة واللحن، إضافة إلى قيمته الأدبية والفكرية والتاريخية الكبيرة. ولم يخف المتحدث في السياق ذاته وجود حالات الأدب الاستعجالي، لكن الشعر الشعبي يعتبر حال الأمة الجزائرية خصوصا والعربية على وجه العموم. واستدلّ برئيس الجمهورية الراحل هواري بومدين، حيث كان هذا الأخير يضمن خطاباته بعض المقاطع لقامات هذا الجنس الشعري على غرار الشيخ محمد بن ڤيطون ومحمد بلخير وعبد الله بن كريو، وآخرين.هذا وأشار ومان بأنّ الشعر الشعبي في الجزائر بخير، بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة له ووزارة الثقافة، وكذا تدارسه في الجامعات والمعاهد، فضلا عن عكاظيات الشعر الشعبي الموجودة والتي يؤكد بأنّها منعدمة في باقي الدول العربية إلا في بلادنا. كما يعدّ اهتمام الطلبة به أحدّ عوامل عافيته.وقال بخصوصها: "يتم تدارسه بإجراء البحوث عليه سواء من طرف طلبة الماجيستير أو ليسانس أو الماستر في مختلف جامعات القطر الوطني، وعلى سبيل المثال ديوان "لبسني لكلام" قدّ أعدّت حوله 5 رسائل ماجيستير ورسالة ماستر ورسالتين لنيل شهادة ليسانس، وبالتالي هو محظوظ في جامعاتنا.وفيما يتعلق بموضوع الطبعة الثالثة للملتقى العربي "المقاومة في الشعر الشعبي"، كشف ومان بأنّ البعض من المهتمين ظنّ بأنّ الحدث سيناقش ثورات الربيع العربي، لكن بالمصطلح والتحديد فإن الملتقى سلّط الضوء على المقاومة الشعبية وثورة التحرير في الفترة الممتدة من "1954 إلى 1962".مذكرا بأنّ النسخة الثالثة تأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، وسبقتها طبعتان نظمتهما في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والمهرجان الإفريقي 2009.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)