الجزائر - A la une


تلاميذنا وأطماعهم!
ها هم يعودون من جديد، يتمترسون بمصير أبنائنا، ويمارسون من جديد لعبتهم القذرة، في محاولات لا تنتهي ضد السلطة وضد وزيرة التربية تحديدا، ويرفعون مطالبهم إياها التي حققوها مرارا وتكرارا منذ بدأوا لعبة القط والفأر من مجيء التعددية السياسية التي لم تجلب، للأسف، سوى الويلات.فمتى تنتهي مطالبهم هذه، ومتى تقف السلطة بجد في وجه هؤلاء لتخليص المدرسة ومصير الأجيال والبلاد من قبضة هؤلاء عبدة المصالح؟ فكلما زادت المطالب على فحيحهم، انهار المستوى التعليمي وتقهقرت المدرسة، ورهنوا مستقبل الأجيال!صحيح أن الإضراب حق ديمقراطي، لكن لما يكون مبنيا على مطالب عقلانية، فمنذ تعددية دستور 89، والجزائر تواجه سنويا إضرابات تلو الإضرابات في قطاع التعليم وبقدر ما تحسنت الظروف المعيشية للمعلمين بقدرما انهار المستوى وتراجعت في الترتيب العالمي.المعلم الجزائري لم يعد رسولا، ولا يكاد يكون رسولا أبدا، وهو الذي دفن ضميره المهني وحسه الوطني في أوحال الجشع.الأكيد أن مدارس الدروس، الخصوصية لا تعرف الإضراب، بل أساتذتها يستغلون قلق التلاميذ المقبلين على البكالوريا والامتحانات الأخرى وأولياهم ليرفعوا سقف المساومات عاليا، ويحققوا أرباحا خاليا من وراء لي الذراع مع السلطة وهاجس الخوف من الفشل في نهاية السنة.كل الاحترام أرفعه لأساتذتي في مدنتي المجاهدة، هؤلاء الذين كان يقطعون الكيلومترات تحت المطر والحر، ولم يلجأوا أبدا للإضراب، ولا للدروس الخصوصية حتى عندما كنا نطلب منهم ذلك، كانوا يرفضون ويجبروننا على الاكتفاء بما يقدمونه في الدروس.هؤلاء فقط هم يستحقون مقولة ”كاد المعلم أن يكون رسولا” لأنهم كانوا رسل علم، ورسالة وطنية في سنوات الاستقلال الأولى أين كان الجميع يتحدى الزمن، ومستعمر الأمس، الذي راهن على فشل الدخول المدرسي في كل سنة من السنوات التي أعقبت الإستقلال، مثلما راهن على فشل القطاعات الأخرى!هل انقرض ذلك الجيل الذي رضع من رحم معاناة البلاد الخارجة من ربقة استعمار غشيم وفترة من الظلام ومحاولات مسخ الهوية والاستعباد؟ما أعرفه من سنوات وأنا أتابع إضرابات الأساتذة والمشاكل التي يطرحونها على حق أحيانا وعلى غير حق أحيانا كثيرة، أن لا الوزارة ولا الحكومة أغلقت أبواب الحوار في وجه ممثليهم، ولم ترفع مطالب إلا وتمت الاستجابة إليها، فلماذا إذا هذه الاستعراضات؟ أم لأن لا خديعة الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا، ولا تسريبات البكالوريا ولا كل التهديدات التي كالها هؤلاء للوزيرة مكنتهم من الإطاحة بها فها هم يلجأون إلى الاستقواء بالإضراب وحرمان التلاميذ من الدراسة لإجبار المسؤولين ليس على تلبية مطالبهم التي لا تنتهي فحسب، بل أيضا الاستمرار في محاولاتهم اليائسة لإبعاد بن غبريط من الوزارة، لأن مشروعها يزعجهم وستحرر المدرسة آجلا أو عاجلا من قبضتهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)