الجزائر - A la une

تقنين سوق الكتاب ونشر الوعي بأهمية المطالعة سبيلا النّجاح



تقنين سوق الكتاب ونشر الوعي بأهمية المطالعة سبيلا النّجاح
دار النشر المكتبة الخضراء هي تجربة فريدة من نوعها في الجزائر، ولجت عالم كتاب الطفل وتخصّصت فيه رغم صعوبته، أثبتت جدارتها على المستوى الوطني والعالمي وحازت عدة جوائز. عن سر النجاح في ظل ما يعرفه كتاب الطفل في الجزائر والعالم العربي، يحدثنا عبد الحليم صالحي المدير العام لدار النشر المكتبة الخضراء في هذا الحوار مع «الشعب».❊ الشعب: المكتبة الخضراء هي تجربة وحيدة في الجزائر، كيف تبلورت فكرة إنشاء دار نشر متخصصة في مجال كتاب الطفل؟❊❊ عبد الحليم صالحي: صاحبا الفكرة هما والديّا الكريمان، وهما شخصان مثقفان ينتميان لعائلة مثقفة، هذا ما أعطاهما وعيا كبيرا بواقع كتاب الطفل في الجزائر وبأهمية إعطاء الطفل حقه في المطالعة، وهي ثمرة سنوات من العمل الجاد في عالم الأدب والكتابة يعود إلى سنة 1985، تجسدت سنة 2002 من طرف الوالد الروائي جمال الدين صالحي.تصدر دار النشر المكتبة الخضراء اليوم أزيد من 900 عنوان باللغات العربية، الفرنسية، الانجليزية وحتى الاسبانية في جميع المجالات التي تهم الطفل من كتب علمية، أدبية وكذا الكتاب المدرسي وهي متوفرة ب 48 ولاية، كما قمنا باستحداث إمكانية اقتنائها عبر الأنترنيت لتقريب الطفل من الكتاب ومواكبة التطور التكنولوجي. شاركنا في العديد من الصالونات العالمية الخاصة بالكتاب بانتظام على غرار معرض أبو ظبي، باريس، فرانكفورت وغيرها من المعارض والتي زادتنا خبرة وتوسعا.❊ الكتاب الموجّه للطفل يعتبر مسؤولية قبل كل شيء، ما هي الطريقة التي تنتهجونها للموافقة على نشر أي كتاب؟❊❊ نجري دراستان، إحداهما تسويقية والأخرى دراسة للمحتوى، في الدراسة الأولى نحدد أهدفنا من خلال النقص الذي نجده في المكتبة، فنطلب من الكتاب الذين نتعامل معهم الكتابة في المجال المطلوب أو إذا جاءتنا نصوص في نطاق اهتمامنا نكتفي بها، ننتقل بعدها للمرحلة الثانية أين نعرض الكتاب على لجنة مكونة من أفراد العائلة وأيضا أساتذة متخصصون في مجال الكتاب المراد نشره، نحدد من خلالها إذا كان المحتوى مناسبا وبذلك نوازن بين الطلب الذي يقع علينا وبين المحتوى الذي يجب أن يحترم عقل الطفل.❊ تنشرون بعدة لغات، كما لجأتم للترجمة بعد خوضكم غمار المشاركة في المعارض الدولية، ألا تخافون من تأثير ثقافات مغايرة على الطفل؟❊❊ هنالك دول خطت خطوات جبارة في مجال كتاب الطفل ونحن نحاول أن نجلب هذا التطور لبلادنا عبر الترجمة، وقد استطعنا ذلك من خلال الاحتكاك بدور النشر الأجنبية أثناء مشاركتنا في المعارض الدولية في الوطن وخارجه، لكن نحن لا نترجم الكتاب حرفيا كما تفعل بعض دور النشر العربية كاللبنانية منها مثلا، بل نحوّره ونكيّفه مع ما يتماشى مع ثقافتنا وفكرنا بالاستعانة بمختصين في مجال الترجمة، وهذا بعد الاتفاق مع أصحاب الكتاب طبعا.أما عن النشر باللغات الأجنبية فهي تمثل 40 بالمائة من الكتب التي ننشرها وتمثل اللغة الفرنسية حصة الأسد، ونحن نحاول بذلك أن نقدم اللغات الأجنبية بفكر جزائري عربي مسلم، فنعلّم الطفل اللغة ونحافظ على فكره في نفس الوقت.❊ الاستثمار في الطفل، هل يحقّق هدفه المادي؟❊❊ الفلاح يختار أي نوع من المنتوج يريد، منتوج مردوده سريع كالفول مثلا أو منتوج كالزيتون يتطلب مدة زمنية طويلة ليعطي ثماره، الاستثمار في أدب الطفل يشبه شجرة الزيتون يلزمه مدة من الزمن والجهد حتى يحقق النجاح المتوقع منه، فنجد أن أكبر دور النشر العالمية لا يقل عمرها عن 70 سنة.نحن مثلا نحاول أن نقدّم الكتاب بأسعار معقولة وبنوعية جيدة، ولا ننسى أننا نستثمر في 8 ملايين تلميذ وهو سوق كبير، لكننا لا نتوجه للطفل عند بيع الكتاب بل للأولياء، فهم من يقتنون لأبنائهم ما يقرؤون، لذا في ظل غياب وعي مجتمعي بأهمية المطالعة وغياب آليات اقتناء الكتاب وانعدام نسيج مكتباتي، وكذا غلاء سعر الكتاب يبقى الخاسر الأكبر هو الطفل. ولا أخفي عليكم أنه رغم الضعف الذي تعانيه الجزائر في الإنتاج الأدبي ككل، إلا أن الكتاب الجزائري يلقى رواجا في الأسواق العالمية العربية منها، الإفريقية والأوروبية وهذا ما لمسناه خلال مشاركتنا في الكثير من المعارض عبر عدة مناطق من العالم نذكر منها السنغال، كندا والإمارات..❊ من خلال خبرتكم، ما هو الحل لدفع بمجال الاستثمار في الكتاب ككل وكتاب الطفل خاصة؟❊❊ تقنين سوق الكتاب، وزرع ثقافة المطالعة هما الحل وذلك بمشاركة جميع الأطراف من ناشرين، كتاب، الوزارات المعنية (التجارة، الثقافة، التربية والتعليم)، المدرسة وأيضا المجتمع المدني والأسرة. ولا ننسى أن الاستثمار في الطفل هو ليس استثمار مادي فقط بل هو استثمار في مستقبل أمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)