تقرير: المؤتمر الدولي حول التراث الثقافي في إفريقيا 2025

عُقد المؤتمر الدولي حول التراث الثقافي في إفريقيا: حوار حول مفهوم الأصالة في نيروبي، كينيا، من 6 إلى 9 مايو 2025. نُظم هذا الحدث بالتعاون بين منظمة اليونسكو، وحكومة جمهورية كينيا، وصندوق التراث العالمي الإفريقي، وجمع نخبة من المشاركين، بما في ذلك خبراء التراث، ومسؤولون حكوميون، وممثلون عن المجتمعات المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميون من جميع أنحاء إفريقيا وشركاء دوليين.
الأهداف والسياق
تتميز إفريقيا بتراث ثقافي وطبيعي غني بشكل استثنائي، لكنه لا يزال قليل التمثيل في قائمة التراث العالمي لليونسكو. سعى المؤتمر إلى توضيح مفاهيم الأصالة والسلامة في السياق الإفريقي، وتعزيز ممارسات الحفاظ على التراث، وتوثيقه، وحمايته، وتثمينه. كما هدف إلى تعزيز حوار شامل لإعادة صياغة هذه المفاهيم من الناحيتين النظرية والعملية لتعكس الواقع والمنظورات الإفريقية.
الفعاليات والموضوعات
على مدار أربعة أيام، شارك الحضور في مناقشات معمقة عبر جلسات عامة وورش عمل ومجموعات نقاش. تضمنت الموضوعات الرئيسية:

الأصالة في السياق الإفريقي: كيفية تعريف الأصالة والحفاظ عليها في المواقع الثقافية والطبيعية في قارة تتميز بالتنوع التاريخي والاجتماعي والثقافي.
سلامة التراث: التحديات المرتبطة بحماية المواقع في مواجهة التهديدات مثل التحضر، والتغير المناخي، والسياحة المكثفة.
مشاركة المجتمعات المحلية: أهمية إشراك المجتمعات في صميم عمليات الحفاظ لضمان إدارة مستدامة وشاملة.
التوثيق والترويج: استراتيجيات لتحديد التراث الإفريقي وتثمينه، خاصة من خلال الأدوات الرقمية وحملات التوعية.

أكدت النقاشات على ضرورة تكييف الأطر العالمية للحفاظ على التراث مع الخصوصيات الإفريقية، مع دمج المعارف التقليدية والممارسات المجتمعية.
النتائج والتأثير
شكّل المؤتمر خطوة أساسية نحو نهج متجدد لإدارة التراث في إفريقيا. من أبرز النتائج:

تعزيز الشبكات: إنشاء شراكات بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميين، والمجتمعات لمشاريع حفظ مشتركة.
توصيات عملية: وضع إرشادات لدمج الأصالة والسلامة في السياسات الوطنية والإقليمية للتراث.
زيادة الرؤية: التزام جماعي بتمثيل أفضل للتراث الإفريقي في قائمة التراث العالمي، مع التركيز على المواقع قليلة التمثيل.

الخاتمة
مثّل المؤتمر الدولي حول التراث الثقافي في إفريقيا 2025 علامة بارزة في الاعتراف بالتراث الإفريقي وحمايته. من خلال وضع الأصالة والسلامة في صميم النقاشات، مهد الطريق لنهج أكثر شمولاً وتكيفاً مع السياق، مع تعزيز صوت إفريقيا في الحوار العالمي حول التراث. هذا الحدث، بطابعه التعاوني والتعددي التخصصات، لم يكتفِ بإثراء المعرفة، بل ألهم أيضاً إجراءات ملموسة للحفاظ على الثروة الثقافية والطبيعية للقارة للأجيال القادمة.