الجزائر

تقديم قريبا بسيدي بلعباس عرض مسرحي من أداء ممثلين مكفوفين




تقديم قريبا بسيدي بلعباس عرض مسرحي من أداء ممثلين مكفوفين
سيحتضن المسرح الجهوي لسيدي بلعباس يوم 20 أكتوبر الجاري العرض الأول لإنتاجه الجديد الذي يحمل عنوان "غرفة الأصدقاء" من أداء ممثلين مكفوفين حسب ما أعلنه يوم السبت مؤلف ومخرج هذا العمل المسرحي.
وذكر صادق الكبير أن هذه المحاولة الأولى من نوعها في التجربة المسرحية ستؤدى في الظلام التام حيث توجه الدعوة للجمهور إلى "اكتشاف العالم كما يشعر به الأشخاص المكفوفون".
وأشار مخرج المسرحية خلال ندوة صحفية نشطها بين حصتي تدريب الى أهمية هذه التجربة حيال "فضول" و"رد فعل" الجمهور قائلا "ان الأمر صعب لأننا لسنا معتادين العيش والعمل في الظلام ولا على مشاهدة عروض في الظلام التام".
وتكمن الفائدة الأخرى المتوخاة من قبل المخرج في "الطابع الفريد لهذه المسرحية التي ستجلب المؤلفين والممثلين المحترفين لدراسة الطريقة التي يتحرك بها المكفوفين على الركح".
كما ركز المرخرج أيضا على مختلف الجوانب المستهدفة من خلال هذه المبادرة الفنية منها "تغيير التصورات الاجتماعية" تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى "أن يعيشوا مواطنتهم الكاملة في محيطهم وفي الشارع وفي المدرسة وفي مكان العمل".
وأشار أيضا أن هذه التجربة المسرحية هي مصورة "لإظهار للجميع ما يمكن أن يفعله هؤلاء الممثلون المكفوفون من خلال أداء الصوت والحركة على خشبة المسرح". وحضر الندوة الصحفية مدير المسرح الجهوي لسيدي بلعباس السيد احسن عسوس وممثلون مكفوفون يشاركون في بهذه المسرحية الجديدة منهم موسيقي عبروا عن سعادتهم لأدائهم دورا في القصة.
ويتنقل هؤلاء الممثلون الذين تم انتقائهم لدى جمعيات للمكفوفين الى سيدي ستة أيام في الأسبوع للتدريبات وهذا منذ شهر جويلية المنصرم. ويوجد من بينهم تلميذ ومتمدرسة في الطور الثانوي وأساتذة تغلبوا على اعاقاتهم بفضل قوة الإرادة التي تحفز أحدهم وهو مصاب بالمرض المسمى "أطفال القمر" الذي يجبره على تجنب أشعة الشمس.
وقد اقتبست مسرحية "غرفة الأصدقاء" من كتاب لصادق الكبير بعنوان "الرجل الذكي يسافر بدون قلبه" المستوحى من "الرجل الذي يسافر بدون قلبه" للكاتب العربي ابن المقفع (القرن السادس) صاحب أعمال شهيرة مثل "كليلة والدمنة".
وتجري أطوار القصة في قبيلة قرود يتم الاطاحة بملكها الطاعن في السن من قبل أبنائه ليلتقي هذا الحاكم الذي اضطر إلى المنفى بسلحفاة غير أن هذه العلاقة عارضتها قبيلة السلاحف التي أصرت علي رؤية القرد لقتله وأكل قلبه.
ودعت السلحفاة القرد لمرافقتها ولكنها بفعل الندم تعترف له في الطريق بما ينتظره من مصير فتأسف القرد عن عدم قدرته على اسداء هذه الخدمة للسلاحف باعتبار أن "القرد يسافر دائما بدون قلب".
ويوجد هذا الكتاب في طور النشر باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية فضلا عن نسخة بطريقة البراي حسب ما أعلنه المؤلف الذي التزم في اطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال بنشر عشرة أعمال بالبراي لكتاب جزائريين لفائدة المكفوفين بغية إتاحة لهم فرصة الإستمتاع بالمطالعة.
وقد زاول الصادق الكبير الذي ولد بمنطقة قسنطينة دراسته بالجزائر العاصمة ثم في جامعة همبولت الألمانية في مجال الأدب والمسرح. وبعد عودته الى أرض الوطن قاده شغفه بالكتاب الى إنشاء دار النشر "لالا مولاتي" المتواجد مقرها بالجزائر العاصمة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)