الجزائر - A la une

تقديم العرض الشرفي لفيلم "في انتظار السنونوات" بقاعة ابن زيدون


تقديم العرض الشرفي لفيلم
يقدم العرض الشرفي لفيلم ”في انتظار السنونوات” للمخرج كريم موساوي يوم الخميس على الساعة السابعة بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، وهذا بحضور مخرجه كريم موساوي وممثلي الفيلم الرئيسي، حسان كشاش وشوقي عماري ومهدي رمضاني ومحمد جوهري ومكيو صونيا.ويتناول الفيلم، الذي حصد مؤخرا جائزة ”الوهر الذهبي” في مهرجان وهران السينمائي، والذي يعد عملا مشتركا ”جزائري - فرنسي - ألماني”، وصور في الجزائر، قصة ثلاثة أشخاص يعيشون في الحاضر ويتعايشون معه ولكنهم لم يتخلصوا من الماضي الذي سيبقى يلاحقهم ويخلط حساباتهم، فيصور الفيلم حياة مقاول ثري وطبيب أعصاب طموح ملاحق من ماضيه، إضافة إلى امرأة شابة تائهة بين العقل والعواطف. ومن خلال هذه الشخصيات الثلاث تعود الأحداث بالمشاهد إلى السياق الإنساني والاجتماعي للمجتمعات العربية المعاصرة.
ويظهر في مشاهد الفيلم العجوز الثري الذي فشل على أكثر من صعيد، وضيع حياته مع عائلته وخسر رهان حياة جديدة مع زوجة جديدة وفشل في الاهتمام بابنه وعمله، فالرجل الميسور الحال أصبح يهرب من هذه الخيبة التي تحاصره إلى وهم المرض، وتتقاطع حياة هذا البطل مع حياة شابة تنطلق في رحلة عائلية إلى بيت زوجها المستقبلي، وتشاء الصدف أن يكون قائد الرحلة الشاب الذي طالما أحبته ولكنها اختارت مسارا آخر لحياتها وفضلت الارتباط بشخص آخر في إطار زواج تقليدي، لتضع الرحلة الثنائي أمام الأمر الواقع في مواجهة صريحة بين الماضي والحاضر.
ويطرح هذا الفيلم الطويل إشكالات اجتماعية ونفسية راهنة ترتبط بالتحولات التي تشهدها الجزائر، على غرار باقي البلدان، مثل بروز دور الشباب ومكانة المرأة إلى جانب قضايا تربوية وغيرها. ويتعرض العمل السينمائي الذي تدوم مدة عرضه 113 دقيقة، والذي أنتج سنة 2017، إلى مسألة الهاجس الأبوي تجاه الأطفال من جانب تغير الشارع وتنامي معضلة العنف بشتى أنواعها، بالإضافة إلى تطرقه إلى قضايا المراهقة لدى الفتاة في ظل معايير المجتمع المحافظ وتضارب الخيارات بين ما تذهب نحوه المشاعر الشبانية وما يحث عليه العقل والوازع العائلي والاجتماعي.
ويفتح فيلم ”في انتظار السنونوات” نافذة على مظاهر وانعكاسات العشرية السوداء وتداعياتها على المجتمع الريفي، من خلال تناول موضوع الطبيب الشاب الذي يبحث عن بناء مستقبله وفق طموحاته وأحلامه لتعترض طريقه تجربة قاسية، حينما تم اختطافه من قبل الجماعات الإرهابية لضمان تطبيب الإرهابيين، وصادف المرأة التي تم اختطافها أيضا واغتصابها الذي أفضى إلى وضعها لطفل ”معلول”، فبينما يكون الطبيب يحضر لزفافه وتوفير ما يلزم لتحديد موعد الزفاف، يعود الماضي في لمح البصر ويتحول إلى هاجس وتخوفات، ما قد يسفر عليه، حيث يلتقي مع المرأة التي تعرضت للاغتصاب خلال العشرية السوداء، وتبدأ بمطاردته ليمنح ابنها لقبا ولا ذنب له، إلا أنه لم يحرك ساكنا عندما اقتيدت من طرف الإرهابيين، ويتزوج الطبيب في الفيلم ويرفض أن يبقى أسيرا لهذا الماضي الذي قد يدمر كل ما بناه، ولكنه في غمرة الفرح والاستقرار ظل الواجب يناديه لتعويض ما فات، حيث يحاول الطبيب الذي عجز عن مساعدة الفتاة يومها وإنقاذها من الوحوش البشرية أن ينقذ ابنها ويوفر له العلاج من مرض التوحد.
واختار المخرج أن تكون النهاية مفتوحة ومستمرة يمكن أن تبدأ من جديد في أي مكان وأي زمان، لتصور مشاهد قصص تضارب الإنسان مع ”الأنا” وتعلقه بماضيه إلى درجة التماهي مع الحاضر.
وللإشارة كان قد دخل المخرج الجزائري كريم موساوي بفيلمه الروائي الطويل الأول ”في انتظار السنونوات”، ضمن مسابقة ”نظرة ما” لمهرجان كان السينمائي الماضي.
ويعتبر كريم موساوي عضوا مؤسسا للجمعية الثقافية لترقية السينما بالعاصمة، وتم اختيار سيناريو ”في انتظار السنونوات” خلال ورشة كتابة لمواهب البحر الأبيض المتوسط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)