الجزائر - A la une


تميز الحراك الشعبي الذي دخل هذا الأسبوع جمعته الثانية والعشرين برفع شعارات تحمل مطالبه وعلى رأسها محاربة الفساد والتغيير والعدالة ورحيل رموز النظام السابق الفاسدين، كما عبرت شعاراته الأخرى عن سيادة الشعب والمطالبة بالديمقراطية ورفض الانتخابات غير النزيهة، ورحيل أسماء ساهمت في التزوير خلال المواعيد الانتخابية السابقة .و قد كانت هذه الشعارات حاضرة في مسيرات الجمعة في كل المدن الجزائرية، كما أن الحراك الشعبي طالب بجزائر حرة ديمقراطية ورجال سياسة نزهاء لم يساهموا في جرائم نهب ثروات وأموال الجزائر، وأكد الشعب في حراكه أيضا على الطابع المدني للدولة المقبلة التي يجب أن تقودها شخصيات وطنية نظيفة لم تلوث أياديها بممارسات الفساد السابقة التي دمرت أسس الدولة الجزائرية في السنوات الماضية ، وتعمل من أجل مصلحة الشعب بكل شفافية ونزاهة ،لكن مسيرات الحراك قد تميزت أيضا برفع الأعلام الوطنية محتفلة بالجزائر، ورفعت أعلام أخرى خلال الأسابيع الأولى للحراك لتثير الكثير من الجدل والشكوك ،مما جعلها تختفي ليؤكد الشعب الجزائري على وحدة صفوفه ورفضه لكل محاولة لزرع النعرات الجهوية والعرقية الهادفة إلى تشتيت شمله، حيث أكد في كل الولايات التفافه حول الحراك السلمي وتمسكه بمطالبه و شعاراته التي تعبر عن وحدة الصف والهدف وهو التغيير والقضاء على الفساد والمفسدين ، كما برهن على وحدة الجزائريين في هذه المسيرات السلمية الضخمة ،و هو ما أعطى نفسا طويلا ،ودفعا قويا لمسار الحراك الشعبي الذي تصدى لمحاولات تشتيت صفوفه بإثارة الفتن ،و استطاع أن يحقق نتائج مبهرة، وكانت له انعكاسات إيجابية على استقلالية القضاء الذي استعاد مكانته.
كما أضاف هامش حرية كبير لوسائل الإعلام التي كسرت القيود التي كبلتها لسنوات فيما يتعلق بملفات الفساد الشائكة التي كانت تعد منطقة محرمة، وخطوط حمراء يمنع منعا قاطعا تجاوزها ،لتفتح اليوم على الملأ قضايا كبرى و يسلط الضوء على مظاهر الفساد ،و تتابع قضائيا شخصيات بارزة كانت في السابق فوق القانون، إن لم نقل أنها كانت تشكل و تسن القوانين وفق مصالحها.
ويبقى الإنجاز الكبير والخطوة العملاقة الذي حققه الحراك الشعبي هو أنه تجاوز بكثير كل محاولات كسر وحدته أو اختراق صفوفه بأي شكل من الأشكال، وهو الذي جمع آلاف الجزائريين في مسيرات سلمية ضخمة و حاشدة منذ 22 فبراير، و كان مناسبة لتجديد تضامن الشعب الجزائري ووحدة صفه وأهدافه مما جعله محط الأنظار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)