الجزائر - A la une

تعنت خليجي يهدد المبادرة الجزائرية لرفع أسعار النفط


تعنت خليجي يهدد المبادرة الجزائرية لرفع أسعار النفط
عطار: من الصعب نجاح المساعي الجزائرية لإنقاد سعر البرميلتوقع خبراء في النفط والطاقة أن تفشل مساعي الجزائر لإقناع عدد من دول "أوبك" بخفض إنتاجها ودعم الأسعار التي تراجعت بحدة على مدى ال 6 شهور الماضية، بعد أن أصرت دول الخليج الاحتفاظ بتشكيلة الأسعار المنخفضة في ظل الحرب التي أعلنتها على الشركات المنتجة للنفط الصخري المنتج في الولايات المتحدة، سعيا منها للحفاظ على الحصة السوقية للمنتجين التقليدين في السوق العالمي.وقال عبد المجيد عطار، الخبير في الطاقة والرئيس السابق لمجموعة "سوناطراك"، إن المساعي الجزائرية الرامية لإقناع دول منتجة للنفط من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومن خارجها بخفض إنتاجها للحد من تراجع أسعار النفط لن تنجح، وأضاف عطار في مداخلة له على هامش الصالون الدولي الخامس لموردي المنتجات والخدمات النفطية والغازية الذي أختتم أمس، "إذا كانت الجزائر قد نجحت في مسعى مشابه لما تحاول تحقيقه الآن في عام 1999، فإن المعطيات الجيواستراتيجيّة تغيرت اليوم كثيرا وهي في غير صالحها"، مشيرا إلى أن الحرب المعلنة من دول الخليج على منتجي الغاز الصخري، فضلا عن الرفض الكبير من طرف روسيا لخفض إنتاجها بسبب حاجاتها الماسة لتصدير النفط في المرحلة الراهنة، يعطلان أي مساعي لخفض الإنتاج. وعاد عطار ليركز على الفترة بين عامي 1997 و1998 التي شهدت تراجعا في أسعار النفط بحدة بسبب أزمة الاقتصاديات الآسيوية آنذاك، فضلا عن ارتفاع إنتاج أوبك من النفط مما دعا دول أوبك وعلى رأسها الجزائر في ذلك الحين للسعي إلى اتفاق على خفض الإنتاج بالتنسيق مع عدد من الدول خارج المنظمة مثل المكسيك والنرويج قبل أن تتكلل جهود الجزائر بالنجاح لتساهم في دفع الأسعار للصعود مجددا في عام 1999 ثم عام 2000..من جهته استبعد خبير الطاقة الفرنسي فرانسيس بيران، أن تقبل السعودية وحلفائها داخل أوبك خفض الإنتاج قبل الوصول إلى نهاية المطاف في لعبة ما أسماه ب "عض الأصابع" مع الشركات المنتجة للبترول الصخري في الولايات المتحدة وحتى في كندا. وأضاف بيران، أن حرب الحصص بين المنتجين داخل وخارج الأوبك بلغت مداها ولا يمكن تصور نجاح مسعى من قبيل الخطوة التي أطلقها الرئيس بوتفليقة في ظل هذه الظروف. وأوضح الخبير أن ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى 4 ملايين برميل يوميا، إلى جانب تراجع الطلب الدولي بسبب الوضع الصعب الذى يمر به الاقتصاد العالمي كلها عوامل لا تشجع على التفاؤل، بشأن احتمال حدوث تغيير كبير في مستويات أسعار النفط الخام نحو الأعلى، خاصة مع حالة الاستقرار التي يسجلها معدل نمو الطلب الصيني والهندي على النفط منذ عام 2010. وأشار بيران إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام يسجل ارتفاعا إيجابيا منذ عام 2008، بفضل النتاًئج الجيدة في مجال اكتشافات واستخراج النفط الصخري. فيما تراجع إنتاج "أوبك" ليضمن نحو ثلث الاحتياج العالمي من النفط فقط.يذكر أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد قام بإرسال مبعوثين لرؤساء عدد من الدول المنتجة للنفط في آسيا وإفريقيا والخليج العربي، وإيران، وروسيا، والمكسيك، لإقناعهم بالتحرك الموحد لخفض الانتاج من أجل الحد من تهاوي الأسعار التي تراجعت أكثر من 50 % في الفترة ما بين جوان 2014 وجانفي 2015.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)