تعلقي بالفخار فجر مواهبي الإبداعية

يدفع الفراغ ببعض الشباب إلى تعلم بعض الحرف لشغل وقتهم، غير أنهم سرعان ما يحبون حرفهم ويتحولون إلى مدافعين عنها، بل مبدعين، وهو حال إبراهيم بقاق حرفي في التزيين على أواني الفخار، يحدثنا في هذه الأسطر عن حرفته وكيف أبدع فيها. يقول الحرفي إبراهيم بأن الفخار لم يكن مطلقا من اهتماماته، وأن الدافع إليه هو سد وقت الفراغ، ولعل من شجعه على تعلم الحرفة أخوه الذي كان سباقا إلى الإبداع فيها، غير أنه سرعان ما أحب الحرفة بعد أن غاص في عالم الألوان وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ابتكر طريقة جديدة في الرسم لتزيين الأواني الفخارية بالاعتماد على تقنية الألوان السائلة، ويعتمد في التزيين على الإسفنج، حيث يتم غطسه في مختلف الألوان ومنه يجري تلوين الآنية بها بما يسمى طريقة الموشتي، بمعنى تداخل الألوان ببعضها البعض.ويضيف محدثنا قائلا: "الأواني الفخارية لا نصنعها وإنما نشتريها ونحاول تغيير وجهها الأحمر، بإعطائها وجها مغايرا، بحيث يختفي شكل الآنية الفخارية وتظهر في شكل تحفة مختلفة". لم يكتف الحرفي إبراهيم بالاعتماد على تقنية التزيين بالاعتماد على الإسفنج وإنما غاص أيضا في التقاليد، حيث رجع إلى الحلي القبائلية وجعل منها مادة خصبة ويعيد تشكيلها على الأواني الفخارية، فتمسكه بالحرفة دفعه إلى التطلع إلى تعلم تقنيات تزيين صعبة، ليعطي أعماله بعدا جماليا أكثر، حيث اختار الاعتماد على الأزهار أيضا بتقنية الموشتي.يحاول الحرفي إبراهيم الابتعاد قدر الإمكان عن استلهام أفكار غيره، وإنما يجتهد في كل مرة بالاعتماد على ما تجود به مخيلته ويقول: "أحاول في كل مرة تلامس فيها أناملي الآنية الفخارية، أن أرسم لها مظهرا مختلفا، بحيث يسهل علي التمييز بين عملي وعمل باقي الحرفيين"، مشيرا إلى أن الألوان التي يميل إلى العمل بها هي؛ الأصفر والأرجواني والأبيض والأحمر والأخضر، بينما يتفادى العمل باللون الأسود لأنه لون في رأيه يفسد العمل الفني وينبغي لمن يختار العمل به أن يستعين به في بعض الرتوشات فقط. يتطلع الحرفي إبراهيم إلى تمكين الناس من الاطلاع على إبداعه من خلال المشاركة في المعارض التي يعول عليها رغم قلتها في كسب جمهور محب لأعماله.