الجزائر - A la une


تعزيز تكوين القابلات لترقية صحة الأم والطفل


تعزيز تكوين القابلات لترقية صحة الأم والطفل
أكد الدكتور عمر وعلي، مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الجزائر قد كسبت تحديات كبيرة في مجال التقليل من وفيات الأم والطفل التي انتقلت من حوالي 500 حالة لكل 100 ألف ولادة حية سنوات التسعينات إلى 60.3 لكل 100 ألف ولادة حية في 2015، وأشار بالمقابل إلى وجود تحديات ما تزال قائمة لتحسين صحة الأم والطفل في الجزائر، مذكرا في هذا الشأن بأهمية دور القابلة في بلوغ أهداف المخطط الوطني للتقليص السريع من وفيات الأمهات عند الولادة 2015- 2019، وعلى هذا الأساس، برمجت العديد من اللقاءات العلمية الهادفة إلى التكوين المستمر للقابلات. الأرقام كشف عنها الدكتور وعلي خلال يوم دراسي حول القابلة، نظم بداية الأسبوع الجاري بالعاصمة تحت شعار "نساء ومواليد جدد: في قلب ممارسة القابلة". وأوضح في حديث ل "المساء" على الهامش أن القابلة لها الدور الحاسم في سلسلة التكفل الطبي بالحمل والولادة، "وعلى هذا الأساس جاء تنظيم هذا اللقاء من أجل إبراز هذا الدور من جهة والتأكيد على أن القابلة في صلب المحاور الخمسة للمخطط الخماسي 2015-2019 للتكفل بصحة الأمومة بوجه عام".تحسين مؤشرات صحة الأم رغم التحدياتاستحسن المسؤول التطور الحاصل على مستوى مصلحة الأمومة والطفولة رغم العقبات الكبيرة التي ماتزال تواجه تحسين صحة الأم والطفل. وأشار إلى أن التحديات التي تواجه المصالح تأتي في صلب المخطط الوطني للتقليص السريع لوفيات الأمهات عند الولادة 2015- 2019 الذي انطلق بداية السنة الجارية وينتظر منه تحقيق المزيد من المكاسب في مجال تحسين صحة الأم والطفل. كما أكد المسؤول أن كل الإجراءات المُتخذة والمجهودات المبذولة في السنوات الأخيرة، قد مكنّت من تحسين مؤشرات صحة الأم، وهو ما تترجمه نسبة وفيات الأمهات عند الولادة التي عرفت انخفاضا معتبرا، حيث انتقلت من 230 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في 1999 إلى 60.3 لكل 100 ألف ولادة حية سنة 2015، "غير أنها تبقى نسب منخفضة بالنظر إلى الموارد العامة والميزانيات الضخمة التي جندتها الدولة"، يضيف الدكتور عمر وعلي.وتظهر من بين أهم الأولويات للمخطط الوطني للتقليص السريع لوفيات الأمهات عند الولادة، العمل على دعم الجهود في مجال تقديم الخدمات الصحية للأم ولحديثي الولادة ومنه تحسين نوعية الخدمات الصحية في مجال صحة الأم، وهنا يظهر الدور المحوري للقابلات اللواتي شدد المسؤول على دعم التكوين المتواصل لهن سواء التكوين القاعدي أوالرسكلة في مجال استعمال تقنيات الكشف الحديثة ومنه تقنية "الايكوغرافي" وغيرها في إطار مراقبة الحمل، مذكرا بعدد القابلات الذي تعدى 10 آلاف و500 قابلة على المستوى الوطني. من جهته، قال السيد علي شايب، رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي المنظمة لهذا اللقاء في حديث ل "المساء"، أن التحسيس بدور القابلة في الاهتمام بصحة الأم والطفل من المهام الرئيسية للجمعية التي تعمل في هذا المسعى ضمن أهداف الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، قائلا إن هذا اللقاء يندرج ضمن التكوين الذي دعت إليه وزارة الصحة ضمن المخطط الوطني لتحسين التكفل بالأم والطفل.قلق وضغط وانهيار عصبي وسط القابلاتوعلى هامش هذا اللقاء، كان ل"المساء" لقاء مع قابلات تحدثن عن مهنتهن التي يعتبرنها من أنبل المهن على الإطلاق كونها مرتبطة بحدث أسري سعيد وهو ولادة طفل. غير أنهن تحدثن بالمقابل عن صعوبات كثيرة ومشاكل يتلقينها أثناء عملهن، حيث طالبن بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية أثناء تأديتهن لعملهن خاصة ليلا بسبب المضايقات الكثيرة التي يتعرضن لها من طرف أزواج وولاة أمور الحوامل اللواتي يترددن على عيادات الولادة لوضع مواليدهن، وقد تصل تلك المضايقات حد الضرب واللطم، ناهيك عن السب والشتم الذي يقلن إنهن تعودن عليه. في السياق، تقول السيدة العباسية تواتي، المتقاعدة حديثا من عملها كقابلة ل36 سنة بالحراش، إن القابلة تعمل في ظروف القلق والضغط المتواصل بسبب بعض النقائص المسجلة في عيادات التوليد التي تعتبرها قطاعا صحيا حيويا المفروض أن يكون الأكثر تهيئة من حيث العتاد والموارد البشرية، إلا أن النقص في أبسط الاحتياجات ومنها نقص الأسرة لاستقبال الحوامل يجعل القابلة عرضة لكل أنواع السب والشتم من طرف ذويها.تشير من جهتها السيدة غنية بورحلة، قابلة في المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لباب الوادي، إلى أن السب والشتم أضحت من الممارسات اليومية للقابلة أثناء عملها، واصفة إياها ب"العادية جدا" في ظل النقائص المسجلة في مصلحة الولادة ومنها نقص الأسرة وأحيانا غياب المختص في التوليد في حالات تعقد حالة الوضع، مما يضطر القابلة إلى تحويل الحامل إلى مصلحة أخرى "إلا أنه كثيرا ما تقابل "توصيتنا هذه بالرفض". وتشير من جهتها السيدة جميلة حبيب، قابلة منذ 26 سنة بمستشفى زرالدة، موضحة أن الزوج كثيرا ما يرفض هذا التحويل ليقول بالكلمة الواحدة "راهي عندكم دبرو راسكم بيها"، "ونحن أمام نقص الوسائل وكثرة الضغط الذي يصل في أحسن الأحوال إلى 30 ولادة في 24 ساعة، نعمل في ظروف نفسية سيئة وتخوف مستمر من أن أي إخفاق قد يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل حد خسارة الأم أو الوليد أو هما معا، وهذا معناه قضايا ومحاكم". وتضيف المتحدثة أنها كانت ضحية ضرب من طرف زوج حامل كانت في وضع صعب يتطلب نقلها إلى مستشفى باينام بسبب انعدام مادة الأوكسجين، ولولا تدخل الطبيب المقيم لوقع ما لا يحمد عقباه خاصة أن القابلة كانت حاملا وقتها.ولا يظهر نقص العتاد أو الأخصائيين أو نقص الأسرة من بين التحديات الكثيرة التي تواجهها القابلات في عملهن، وإنما يظهر كذلك عدم تهيئة العيادة في حد ذاتها بما يسمح لهن بالقيام بمهامهن النبيلة، حيث تشير قابلة تعمل بقاعة علاج ب"لاراديوز" التابعة لبراقي إلى خطر الأميونت المهدد للصحة، مؤكدة بالمقابل التدهور الكلي لقاعة العلاج التي هي في الأصل شاليهات وكذا تدهور محيطها في ظل غياب أعوان التنظيف وأعوان الأمن، وأكدت في حديثها إلى "المساء" على هامش ذات اللقاء أنها قد راسلت مرارا الجهات المعنية للتدخل العاجل وإنقاذهم من خطر الاميونت، علما أن طبيب العمل قد وقف على الحالة الصحية لعمال الصحة في المكان ولكن دون جدوى.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)