الجزائر - A la une

تعدد الهويات الاجتماعية يساهم في خلق حالة عداء وكراهية




تعدد الهويات الاجتماعية يساهم في خلق حالة عداء وكراهية
في ظل المناخ الدوليّ غير المستقر، وتعاظم الخطر الذي يهدد المجتمعات الإنسانية في خصوصياتها الثقافية والحضارية والدينية وفي أمنها الفكري والعقائدي وفي هويتها الوطنية وثقافتها القومية، احتضنت جامعة الشيخ العربي التبسي بتبسة نهاية الأسبوع ملتقى دوليا حول الهوية والدين والمجتمع المدني من تنظيم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية برئاسة الدكتورة بروقي وسيلة.حضر الملتقى أساتذة ودكاترة من الجزائر، تونس، السعودية، مصر والسودان، ليبيا والبحرين، إضافة إلى مختصّين من جامعة تبسة وجامعات جزائرية أبرزهم الدكتور أكرم بوطورة مصمم شعار الملتقى، الدكتورة صباح عياشي المتخصصة في علم الاجتماع، هارون منصر والدكتور جفال، سماح مالك وعبد الغاني بوزيان.تناول الدكتور احمد بن عبد العزيز الحليبي من السعودية مداخلة بعنوان "البناء الديني للهوية في المجتمع المدني ، دعا فيها إلى محاربة سياسات الإقصاء والطائفية التي تؤدي إلى "الفتن في بعض الدول هددت أمنها واستقرارها". وأكد أن تعدد الهويات الاجتماعية ساهم بشكل فعال في خلق حالة من العداء والكراهية وساعد في تأجيج جذوة الصراعات وإشعال نيران الحروب المدمرة بين أطراف المجتمع الإنساني، ووصف الهوية بأنها من المواضيع الشائكة التي تتنازعها نظريات وآراء قد تبدو في بعض الأحيان متضاربة، مشددا على البناء الديني للهوية وللمجتمع المدني، مشيرا إلى أن فهم القرآن، وهذه المرجعية، لا يلغيان الهوية المدنية، التي يربطها البعض بمفهوم الغرب وهو مفهوم مستورد منها، فمن باب أولى يجب على المجتمع الإنساني أن يتصدى لكل من يحاول إثارة النعرات القومية أو الطائفية أو العرقية أو الدينية وكل ما من شأنه أن يؤثر على الهوية الفردية واستقرار المجتمع الإنساني.الدكتور أمين محمد سعيد الطاهر من السودان في مداخلته المعنونة «الهوية والدين والمجتمع المدني"، أشار إلى مقاربات مفاهيمية حول الهوية وتطرق إلى علاقة الدين ببناء السلوك من خلال دراسة ميدانية أجريت بأم درمان والخرطوم، وكشف على هامش مداخلته ل السلام أن الهوية والدين من الأسباب الأساسية في انقسام السودان والخطر الأكبر الذي يتهدد الأمم والشعوب في هذا العصر، هو ذلك الخطر الذي يمسّ الهوية الثقافية والذاتية الحضارية والشخصية التاريخية للمجتمعات الإنسانية في الصميم، والذي قد يؤدي إذا استفحل إلى ذوبان الخصوصيات الثقافية التي تجمع بين هذه الأمم والشعوب، والتي تجعل من كل واحدة منها، شعباً متميزاً بمقومات يقوم عليه كيانه، وأمة متفردة ً بالقيم التي تؤمن بها وبالمبادئ التي تقيم عليها حياتها .أما الدكتور عبد الله بوقرن من جامعة قسنطينة فقد تطرق لمنظور الهوية من جانب إسلامي ومركبات الهوية من لغة ودين وتاريخ وحاضر مشترك، كما عرج على استهداف هوية الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية وغرس الدونية في صفوف الجزائريين لاستلابهم وتطويعهم لخدمة فرنسا وفق نظرية قابلية البعض للاستعمار.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)