الجزائر - A la une

تزيد حدتها بقدوم مولود جديد


تزيد حدتها بقدوم مولود جديد
يسعى الأولياء في تربية أبنائهم إلى توفير كل الظروف المناسبة بهدف تحقيق الصحة النفسية السوية لهم تجنبا للمشاكل التي قد تصادفهم جراء عدم التوازن النفسي، ومن العقبات التي قد تواجه هؤلاء الأطفال وآبائهم على حد سواء الغيرة التي تظهر بوادرها في الأسرة بمجرد ولادة طفل آخر في العائلة.مروة رمضانيكثيرة هي المشاكل التي تسببها الغيرة بين الأطفال وهو السلوك الذي قد يتعزز لديهم مستقبلا مع مرور الوقت ويسبب لهم مشاكل عديدة.يعد سلوك الغيرة التي تنشب بين الأطفال في الأسرة خاصة بقدوم مولود جديد أو فقدان امتيازات معينة كان يحظى بها الطفل من أهم المشاكل التي قد ترافق الأطفال مدى الحياة وتكسبهم العديد من الصفات غير المحبوبة والتي تسبب لهم عقدا نفسية تتجلى أولها في محاولة جلب الانتباه عن طريق القيام بتصرفات "عدوانية" قصد استقطاب اهتمام العائلة وصرفها عن الاهتمام بالمولود الجديد بعدما أصبح يحس هذا الطفل بأنه غير مرغوب فيه في الوسط العائلي وأن كل الاهتمام أصبح يصب لصالح الوافد الجديد على العائلة، وتقول بهذا الشأن الأخصائية النفسية "أن الغيرة بين الأطفال شيء عادي والظاهرة صحية بل وجد طبيعية أيضا لأن كل طفل يعتقد أنه الأفضل و لديه الأولوية لدى والديه و لكن غير العادي في الموضوع هو تصرفات بعض الأولياء حيالها و هذا ما يزيد من شدتها سواء بين الإخوة حيث تعطى الأفضلية دائما و أبدا للصغير، أو بين زملاء الدراسة عندما يخرج هذا الطفل الغيور إلى ميدان التمدرس مثلا".وعليه على الأم والأب على حد سواء أن يعملوا على المحافظة على الامتيازات التي كان الطفل يتمتع بها قبل مجيء المولود الجديد لأن الغيرة كما يعرفها علماء النفس هي "حالة انفعالية مركبة من حب التملك والشعور بالغضب، بسبب وجود عوائق مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية وخارجية يشعر بها الطفل عادةً عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها أو عند ظهور مولود جديد في الأسرة، أو عند نجاح طفل آخر في المدرسة، في حين كان حظه الفشل والإخفاق بالإضافة إلى أن هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل الإفصاح عنها أو الاعتراف بها، ويحاول عادة إخفاءها لأن الإفصاح عنها يزيد من شعوره بالمهانة والتقصير، وتظهر في أغلب الأحيان من خلال أفعال سلوكية يفعلها تكون عادة عدوانية".تزيد حدة الغيرة التي يفشل الآباء في السيطرة عليها عندما ينتقل الطفل إلى المدرسة ويرى في كل زملائه خطرا عليه، وهو ما يؤثر سلبا في تعاملاته معهم الأمر الذي يتطلب المتابعة العاجلة النفسية لهذا الطفل وإلا لأصبح عدوانيا يصعب التعامل معه من طرف أصدقائه وزملائه على حد سواء.لا يرى الباحثون في هذا الشأن بأن الغيرة عند الأطفال مرض مستعصي لا يمكن علاجه أو خطير قد يعصف بشخصية الطفل ولكن بعض التدابير والإحترازات كفيلة بتجنب الوقوع في مثل هذه الوضعيات وذلك بعدم الإفراط في تدليل الأطفال حتى لا يتعرضوا لصدمة ولادة الطفل الجديد وتوجيه اهتمام العائلة إليه بالإضافة إلى تهيئة الطفل "الغيور" نفسيا لقدوم المولود الجديد وذلك قبل ولادته حتى يتعامل معه بمرونة ودون عقد تهدد سلامة الطفل الصغير، عن طريق فتح أحاديث معه حول الأخوة وأهميتها وإشباع حاجاته بالحب والحنان حتى لا يرى في اهتمام العائلة بالصغير شيئا طارئا لم ينل هو حظه منه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)