ارتفاع أسعار الموز في الجزائر أثار قلقًا كبيرًا بين المواطنين، مما دفع البعض، مثل صاحب هذه الصفحة، إلى إجراء تحقيقات شخصية لفهم الأسباب الكامنة. وفقًا لبيانات موثقة، يبلغ سعر استيراد الموز حوالي 0.50 دولار للكيلوغرام الواحد (ما يعادل حوالي 65 دج، مع سعر صرف تقريبي يبلغ 1 دولار ≈ 130 دج في 2025). ومع ذلك، يصل هذا الثمر إلى المستهلك بسعر يتراوح بين 400 و650 دج للكيلوغرام، أي زيادة تتراوح بين 500% و900%. يهدف هذا المقال إلى استكشاف الحقائق المؤكدة والافتراضات المحتملة وراء هذه الفجوة، مع التركيز على دور الممارسات الاحتكارية المحتملة.
السياق والحقائق
تعتمد الجزائر بشكل كبير على الاستيراد لتلبية الطلب على الموز، حيث تم استيراد حوالي 301,000 طن في عام 2020، غالبيتها من الإكوادور (70% من الإجمالي)، بسعر FOB يبلغ حوالي 7.80 دولار للصندوق (أي 0.40 إلى 0.50 دولار/كغ وفق التقارير). على الرغم من انخفاض تكاليف الاستيراد، تظل الأسعار المحلية مرتفعة بسبب الاعتماد الكبير على الواردات الغذائية (20% من الفاتورة الإجمالية التي بلغت 8.07 مليار دولار في 2019) وإنتاج وطني محدود. تطمح مبادرات مثل الزراعة تحت الأغطية في سيدي فرج لتغطية الخصاص، لكنها لم تحقق نتائج كافية بعد.
تضيف الرسوم الجمركية، المقدرة بنسبة 100% وفق الأنظمة الحالية، حوالي 65 دج للكيلوغرام، بينما قد تصل تكاليف النقل و التبريد (الضرورية لحفظ الموز كافنديش، الذي يشكل 97% من الواردات وهو عرضة للأمراض) إلى 50-100 دج/كغ. ومع ذلك، لا تبرر هذه العوامل الفجوة المتبقية (تصل إلى 500 دج/كغ)، مما يشير إلى هامش أرباح مرتفع أو ممارسات تحكم بالأسعار. يهيمن على سوق الموز عدد محدود من المستوردين، وهي هيكلية أوليغوبولية مؤكدة من خلال تحليلات التجارة الزراعية.
فرضية الاحتكار وتحديد الأسعار
تشير شهادات محلية، لم تُثبت رسميًا بعد، إلى أن مجموعات من المستوردين تخزن الموز في غرف تبريد (خاصة أو مستأجرة) وتوزع المنتج على تجار الجملة عبر فواتير مزيفة لتجاوز لجان الرقابة. يتم تحديد الأسعار يوميًا من خلال رسائل هاتفية تُرسل إلى التجار، مما يشير إلى وجود منسق مركزي. إذا أُثبتت هذه الممارسة، فإنها تشبه آليات الكارتيلات في قطاعات أخرى. ومع ذلك، بدون أدلة قاطعة (مثل تسجيلات الرسائل أو التدقيقات الرسمية)، تظل هذه الفرضية تخمينية. حتى الآن، لم تؤكد أي تحقيق حكومي هذه الادعاءات، رغم دعوات لزيادة الشفافية.
العوامل التكميلية
بالإضافة إلى الممارسات الاحتكارية المحتملة، تسهم عوامل أخرى في ارتفاع الأسعار:
الموسمية والتلف: تنخفض الأسعار في فترات الوفرة ولكن ترتفع عندما تكون العرض محدودة، مما يزيد من الخسائر بدون تخزين مناسب، كما هو مشاهد في إثيوبيا.
اللوجستيات الضعيفة: نقص البنية التحتية للنقل المبرد يزيد التكاليف في بلد يعتمد على الموز كافنديش العرضة للأمراض.
الطلب المرتفع: شعبية الموز تحتفظ بطلب ثابت، مما يتيح للوسطاء فرض أسعار مرتفعة.
الحلول المحتملة
لمعالجة هذا الوضع، يمكن اقتراح:
الإنتاج المحلي: تطوير مشاريع مثل سيدي فرج لتقليل الاعتماد على الواردات.
التنظيم: تعزيز الرقابة على المستوردين والتجار لضمان الشفافية في تحديد الأسعار.
المقاطعة الشعبية: حملات المقاطعة، كما حدث سابقًا، قللت الأسعار مؤقتًا، لكنها لا تعالج المشكلات الهيكلية.
التحقيق الرسمي: دراسة حكومية قد تكشف الممارسات الحقيقية وتفرض عقوبات إذا لزم الأمر.
الخاتمة
ارتفاع أسعار الموز في الجزائر ينشأ من مزيج من الاعتماد على الواردات، التكاليف اللوجستية المرتفعة، وممارسات احتكارية محتملة لم تُثبت بعد. فكرة "صاحب الرسالة" الذي يتحكم بالأسعار عبر الرسائل مثيرة، لكنها تحتاج إلى أدلة قوية. في الوقت الحالي، يدفع المواطنون الجزائريون ثمنًا مرتفعًا لثمرة بتكلفة أولية منخفضة، مما يبرز الحاجة إلى إصلاحات. جهود الحكومة لتشجيع الاكتفاء الذاتي الزراعي واعدة، لكن نجاحها يعتمد على التنفيذ الفعال ومحاربة الانتهاكات المحتملة في سلسلة التوريد.
يعتمد هذا المقال على بيانات من تقارير رسمية (مثل تلك لعام 2020 حول الواردات) وملاحظات محلية. لاستنتاجات نهائية، يُوصى بإجراء تحقيق رسمي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : frankfurter