تحضر له الوزارة موازاة مع إعداد ملفات صحية إلكترونية مخطط وطني للتكفل بمرضى السكري

كشف الأمين العام لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، السيد عبد الله خلادي بوشناق، أمس، عن التحضير للإعلان عن مخطط وطني للتكفل بمرضي السكري يتضمن سبعة محاور، ويتوقع أن يرفع المخطط بعد اعتماده من طرف وزير القطاع إلى الأمانة العامة لرئاسة الحكومة للمصادقة عليه، وهو ما يدخل ضمن الاستراتيجية الجديدة للوزارة بغرض تحديد نوعية الأمراض المزمنة بالجزائر لتفعيل جهاز الوقاية والتدخل، وهو ما سيتم التحكم فيه بعد تنفيذ مشروع إعداد ملف صحي إلكتروني لكل مولود جديد. من جهته، أكد نائب رئيس المخبر الدانماركي "نوفونورديسك" السيد غاسبار هولاند حرص مؤسسته على نقل المعارف للطرف الجزائري الممثل في مجمع صيدال لفتح أول مصنع لإنتاج الأنسولين مع منتصف سنة 2015.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري، نظمت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع المخبر الدانماركي "نوفونورديسك" قرية صحية "مفتوحة على الجمهور العريض بساحة المكتبة الوطنية بالحامة، وذلك بهدف الوقاية والتشخيص المبكر للتكفل الجيد بمرضي السكري، بالإضافة إلى تدريب الزوار على أخذ الحيطة من نوعية الأكل الذي يتناولونه يوميا، وخلال حفل الافتتاح حرص الأمين العام للوزارة على تأكيد عزم وزارة الصحة على متابعة ومرافقة مرض السكري عبر مخطط وطني يتم حاليا إعداده بالتنسيق والتشاور مع كل المختصين، مع العلم أن الجزائر تحصي أكثر من 2,5 مليون مريض بداء السكري والأغلبية الساحقة من المواطنين لا يدركون مرضهم.
وأشار السيد بوشناق في تدخله إلى إن المخطط الوطني يضم 7 محاور تخص مرافقة المريض للعيش بمرضه، مع تشجيع جانب البحث العلمي وتكوين الأطباء وأعوان شبه الطبي للتكفل الجيد بالمريض، وسيتم عما قريب سن مجموعة من القوانين التنظيمية لإنشاء لجان متابعة
ومراقبة عبر التراب الوطني تنسق عملها مع اللجان العلمية تتمثل مهمتها في تحديد العدد الحقيقي للمرضي ونوعية الأدوية المطلوبة وهو ما سيحل مستقبلا إشكالية ندرة الأدوية، علما أن الوزارة خصصت السنة الفارطة مبلغ 54 مليار دج لتوفير الأدوية عبر جميع المؤسسات الاستشفائية العمومية وهذه السنة ارتفع المبلغ إلى 70 مليار دج. ومن بين أهم محاور المخطط تحدث الأمين العام عن إعداد ملف صحي إلكتروني لكل مولود جديد وهو الجانب الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي سيختار للجزائر أحدث الأنظمة المعلوماتية والتقنية لإنجاحه، حيث سيتم تخصيص رقم وطني لكل مولود جديد ويتم نقل جميع بياناته الصحية إلى ملفه، ولذات الغرض أصدرت وزارة الصحة مناقصة دولية لاختيار مكتب دراسات لإنشاء قاعدة للبيانات وشبكة وطنية للربط ما بين كل العيادات
والمستشفيات الخاصة والعمومية، ويتوقع المسؤول أن يتم الانتهاء من إنشاء البني التحتية للمشروع مع نهاية سنة 2013، قبل أن تشرع الوزارة في تدريب الأعوان شبه الطبيين والأطباء لاستغلال النظام المعلوماتي الجديد، مع وضع كل التجهيزات الضرورية عبر جميع المؤسسات الصحية. من جهته، أكد نائب رئيس مخبر نوفونورديسك السيد غاسبار هولاند أن المخبر يستثمر سنويا ما قيمته 1,5 مليار أورو ويوظف أكثر من 8 آلاف شخص في مجال البحث وهو ما سمح باكتشاف أقلام لحقن الأنسولين عصرية وسهلة الاستعمال لجميع الفئات، وبالنسبة للسوق الوطنية أشار نائب الرئيس إلى تسويق، خلال الأشهر القليلة القادمة، منتوج جديد صادقت عليه السلطات الأمريكية والأوروبية الأسبوع الفارط ويتعلق الأمر ب«جي أل بي آ« وهو أنسولين سهل الاستعمال ويسمح بمعالجة إشكالية ارتفاع السكر في الدم، حيث لا يحقن المريض نفسه إلا مرة واحدة في اليوم، حيث يعمل الدواء دور بنكرياس اصطناعية.
وبخصوص حصة المخبر بالسوق الجزائرية، أشار المسؤول إلى أنها قاربت ال60 بالمائة، والجزائر مصنفة ضمن خمس دول الأكثر أهمية للمخبر من أصل 140 بلدا عبر العالم مما سرع عملية التوقيع على اتفاق شراكة مع مجمع صيدال لإنتاج أنسولين جزائرية، حيث يتكفل الطرف الدانماركي بنقل الخبرات التقنية للطرف الجزائري على أن تنطلق عملية الانتاج منتصف 2015، وتعهد ممثل المخبر بضمان إنتاج أنسولين بنفس المقاييس العلمية المستعملة بأكبر مصانع المخبر في أوروبا وأمريكا، على أن تكون الجزائر في المستقبل مصدرا للأنسولين لإفريقيا والشرق الأوسط.