تتويج العبور

تعيش الجزائر منذ سهرة أمس الأول فرحة الفوز الكبير الذي حققه منتخبنا الوطني لكرة القدم بالقاهرة أمس الأول تتويج منتخبنا الوطني لكرة القدم على المنتخب السنغالي وعودته إلى الجزائر متوجا ببطولة كأس إفريقيا للأمم والكأس التي لم يتوج بها منذ 29 سنة، وهي الكأس الثانية للجزائر بعد كأس عام 1990 التي حصل عليها الفريق الوطني بالجزائر، وقد كان تأهل المنتخب الوطني للدور النهائي لكأس إفريقيا للأمم بمصر ولقائه مع الفريق السنغالي حدثا كبيرا وهاما شغل الجزائريين.كما أن عدد معتبر من الأنصار قد تنقلوا إلى القاهرة لحضور المقابلة النهائية و تشجيع الفريق الجزائري، وقد حضر رئيس الدولة عبد القادر بن صالح قد اللقاء بالقاهرة رفقة الرئيس المصري والرئيس السنغالي، وأقامت الجزائر جسرا جويا بين الجزائر والقاهرة لنقل مئات المناصرين وخصصت طائرات مدنية وأخرى عسكرية لهذا الغرض، هذا فضلا عن تخصيص شاشات عملاقة داخل ملاعب كرة القدم في عدد من المدن الجزائرية ليتسنى للجمهور الجزائري متابعة اللقاء النهائي مباشرة، ويعتبر هذا الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني بالقاهرة مفخرة للجزائر حيث أنه جاء بعد انتظار لهذه الكأس سنوات عديدة كان فيها المنتخب الوطني يتخبط في مشاكل كثيرة ويعجز عن تحقيق نتائج إيجابية رغم كل ما كان يرصد له من إمكانيات.
هي إذن عودة فريقنا الوطني إلى المنافسات وتحقيق النتائج والتتويجات، بعدما ظل مغيبا عنها لعقود بسبب سوء التسيير كما أن فرحة هذا التفوق والتتويح التي حملت الفريق والجزائر على حد سواء إلى واجهة الأحداث يعد انتصارا للشعب والجزائر التي تنفست الصعداء بهذا الانجاز الرياضي الكبير، وهي في خضم أزمة سياسية و وضع خاص جدا يتطلب تكثيف الجهود والمساعي للخروج من هذا الانسداد كيف لا و نحن على أبواب دخول اجتماعي، كما أن اقتصاد الجزائر بحاجة إلى الاستقرار السياسي ليقلع من جديد ، هذا دون أن ننسى أن الحراك الشعبي الذي بدأ يوم 22 فبراير لا يزال ينتظر تحقيق مطالبه الأساسية و العبور بالجزائر إلى منطقة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يستدعي فتح باب الحوار البناء وتغليب مصلحة الوطن والخروج من هذه الأزمة وهذا من أجل أن تكتمل فرحة الجزائريين .