"تاوسر" و"ان نسرف ار ن تو".. بين الفرجة وتشريح قضايا المجتمع

اختتم أمس، المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بعرض "ان نسرف ار ن تو" (نسمح ولا ننسى) الذي أنتجته دار الشباب ياكورن بتيزي وزو، وتناول قصة طفلة عانت اليتم في عز العشرية السوداء، فعاشت حياة مليئة بالبؤس واليأس، حيث تنتظر عودة والدها المتوفى، ولا يعود، فتتعلق بدميتها التي أصبحت صديقتها التي تروي لها أحداث دامية دامت عشرية كاملة، من بينها أحداث بن طلحة.أما العمل الثاني فيتمثل في "سينيني" للتعاونية المسرحية "مشاهو" بتيزي وزو، وقد عالج عدة قضايا اجتماعية مُعاشة في كل بيت وسط تفاعل الجمهور الذي تفاعل بالتأمل والتصفيق. أما العرض الأخير المشارك في المنافسة فهو من إنتاج جمعية "آوال" الثقافية، للمركز الثقافي بوعنداس، والذي حمل عنوان "العربي".
وكان جمهور المهرجان قد استمتع الخميس بثلاثة عروض توافدت عليها 3 فرق مسرحية تداولت على عرض كل من "تاوسر" من الجمعية الثقافية لبجاية، و"امث اهي" من تيزي وزو، إضافة إلى عروض أخرى برمجت مساء أمس في إطار اليوم الخير من نسخة هذا العام، وسط تفاعل جمهور مسرح باتنة الجهوي، بين عارف للأمازيغية والساعي إلى فك طلاسم مضامين ودلالات العروض المسرحية المقترحة.
كان العرض المسرحي "تاوسر" (تجاعيد) للجمعية الثقافية تافات اث عباس ببجاية بمثابة رسالة للتصالح مع الذات، ورد الجميل للآباء، عكس ما هو سائد اليوم نشهده من ظلم اتجاه الآباء برميهم في دار المسنين. العمل حسب المخرج عقباوي الشيخ هو نوع من الاعتذار للآباء في طابع بسيكودرامي، حيث تتمحور أحداث المسرحية حول مجموعة من كبار السن في دار العجزة، ولكل منهم حكاية، فمنهم الفنان، ومنهم رجل أعمال متقاعد وامرأة مسنة. الطبيب المشرف على علاجهم ومتابعتهم يعرّف الجمهور بحكاية كل واحد منهم في قالب كوميدي موسيقي.
وعالج العرض المسرحي الثاني "امث اهي"، قصة كاتب لم يحظ بفرصة لنشر مؤلفاته، ما جعله يقرر امتهان حرفة حفر القبور وحراسة المقبرة، حيث يتعرض يوميا لمضايقات من مسؤوله المباشر الذي يتصف بالتكبر والقسوة، بطل المسرحية "سي فوتي" وأثناء تشييعه للجنائز يتمنى الموت بدلا من الشخص المتوفى الذي قد يكون متشبثا بالحياة.