الجزائر - A la une

تاريخ قلعة بني حماد وعمرانها تحت مجهر الخبراء



قصد تسليط الضوء على أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها قلعة بني حماد، منذ تأسيسها، وإبراز الموروث الحضاري والأثري لقلعة بني حماد، وأيضا فتح المجال للباحثين من أجل التوسع في دراسة التراث العمراني والمعماري لقلعة بني حماد، ينظم معهد الأثار بجامعة "الجزائر 2"، بالتنسيق مع مخبر البناء الحضاري للمغرب الأوسط (الجزائر) و"فرقة البحث التكويني، المدن والمراكز الحضارية الإسلامية في المغرب الأوسط"، ملتقى وطنيا حول "قلعة بني حماد، تاريخها وعمرانها وعمارتها وآفاق الأبحاث الأثرية فيها".الملتقى المزمع تنظيمه يوم 20 فيفري القادم، يرمي أيضا إلى التوعية بضرورة حماية وصيانة الموروث الأثري الذي تزخر به قلعة بني حماد، والسعي لبرمجة حفرية في الموقع الأثري لها، واختار القائمون عليه الخوض في ستة محاور أساسية، هي "قلعة بني حماد؛ نشأتها ودورها التاريخي والحضاري"،" قلعة بني حماد من خلال أوصاف المؤرخين والجغرافيين والرحالة"،" عمران وعمارة القلعة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية المعاصرة، فضلا عن "أعمال التنقيب الأثري في القلعة خلال الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال"، "الحماية القانونية للمدن التاريخية بالجزائر بين الواقع والمأمول؛ القلعة أنموذجا" و"آفاق الأبحاث والتنقيب الأثري في القلعة".
كما أوضح منظمو هذا الملتقى، الذي تتمحور إشكاليته حول مدى مساهمة المصادر والأبحاث الأكاديمية المتنوعة والحفريات، في إعادة إستقراء عمران وعمارة قلعة بني حماد في ديباجته، إلى أن البحث في عمران وعمارة المدن الإسلامية ذو أهمية بالغة، لما له من دور في الكشف عن أسرار المدن التي اختفت مع تدهورها واندثارها عبر الزمن، وإخراجها من المجهول إلى المعلوم، لإعطائها مكانتها التي تستحقها، وتساهم في الكشف عن تاريخ البلاد عامة، مشيرين إلى أن قلعة بني حماد اكتسبت أهميتها من دورها كعاصمة لدولة، قامت في العهد الحمادي، على يد حماد بن بلكين، الذي أتم بناءها سنة 400ه - 1009م، قبل تأسيس دولته سنة 408ه - 1017م، فاتخذها عاصمة لولايته، ثم لدولته الفتية، ويزيدها مكانة حفاظها على عمرانها الذي لم يحدث فيه تغيير منذ آخر استعمال لها، باعتبار موقعها لم تتخذه دول أخرى كعاصمة، فتهدمت مبانيها تدريجيا، إلى أن اختفت تحت سطح الأرض، بعد تراكم الأتربة عليها على مر السنين.
واسترسلت الديباجة بالتأكيد على أن الأعمال الأثرية للكشف عن جزء من تراثها المدفون، بدأت منذ عهد الاحتلال الفرنسي، وبدأت مع أعمال بول بلانشي، ثم النقيب دوبليي، والأستاذ قولفين، وبعد الاستقلال، الأستاذ الراحل رشيد بورويبة. كما كان للمدينة نصيب في الحماية القانونية والصيانة والترميم ودراسة ما تم الكشف عنه من تراثها الثابت والمنقول، فقد صنفت كتراث وطني يوم 14 جانفي 1952م، ثم سجلت ضمن قائمة التراث العالمي يوم 5 سبتمبر 1980م، من طرف منظمة "اليونسكو"، ورممت بعض مبانيها، وأعدت الدراسات الأكاديمية والكتب المتنوعة حول ما استخرج من تراثها، في محاولة للكشف عن أسرار هذه المدينة، وبعد مرور السنين الطويلة، يبقى أمل إعادة إحياء التنقيب الأثري في الموقع، للكشف على بعض تراثها المدفون تحت سطح الأرض، وفتح أبواب جديدة للدراسات الأكاديمية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)