الجزائر - A la une

بين حلم المونديال وحقيقة السوق!؟



بين حلم المونديال وحقيقة السوق!؟
قال مدير مطبعة الوسط في تصريح له، في صحيفة ”الخبر” أمس، أنه ولى زمن الأوامر من فوق، ونسي أنه هو من قال في قضية ”الفجر” أن الأمر من فوق، مثلما كان يردد ذلك في كل مرة. وكلام مشاط هذا دليل على أن الأمر من فوق، ومن فوق تقرر وقف ”الفجر” منذ شهر في مطبعة الوسط التي هي مطبعة حكومية تخضع لسياسة الحكومة وتخدمها.لأعد إلى الوجهة التي تتعلق بها اليوم أنظار كل الجزائريين في البرازيل، وهي لقاء الجزائر ألمانيا التي أسالت الكثير من الحبر، ودغدغت الكثير من المشاعر، حتى أن هناك من رأى فيها فرصة للثأر من المؤامرة التي حيكت ضد الجزائر في خيخون بين ألمانيا والنمسا عندما ”باعت” النمسا المقابلة لألمانيا لتتفوق على الجزائر وتربح المرور إلى الدور الثاني في مونديال 1982 بإسبانيا.تأهل الجزائر إلى الدور الثاني، رفع سقف الأحلام والآمال للجزائريين، فلم لا ننتصر على ألمانيا ونمر للدور ربع النهائي؟ وهذا بعد أن كان هدفنا الأقصى هو المرور إلى ثمن النهائي وكسر حاجز الخوف والنحس. وبعد أن تحقق هذا الهدف فمن الطبيعي أن يرتفع معه سقف الطموح والحلم.لكن مشاركة الفريق الوطني في المونديال الذي صرفت عليه الدولة ما لم يصرف على أي قطاع آخر بعد التعليم، لن ينسينا، الوضع المتأزم في رمضان هذا. صحيح أن السلطة كانت عند وعدها وهي تسير أزمة الترحيل والإسكان بصورة حسنة، لكن من يتحكم في غلاء الأسعار التي ألهبت جيوب المواطنين. فمهما كان مستوى الرواتب لن يغطي تكاليف المعيشة في رمضان ولا خارج رمضان. وهذه ليس للسلطة طريقة للتحكم فيها ولا يمكن لها أن تمارس بواسطتها السياسة الترقيعية التي تمارسها مع القطاعات الأخرى، لأن التحكم في مستوى المعيشة، لابد أن يمر بالتحكم بدواليب الاقتصاد كلها، ابتداء من حقيقة الأجور إلى حقيقة الأسعار، ومرورا بالتحكم في الإنتاجين الفلاحي والصناعي.وما دمنا نعيش على الاستيراد والاستيراد تتحكم فيه دوائر محدودة غارقة في الفساد العام، فمن الصعب التحكم في الأسعار، لأنها لا تخضع لأي منطق غير منطق المضاربين، ومع فوضى السوق السارية منذ التسعينيات باسم اقتصاد السوق. ومنذ تخلي الدولة عن دورها كمراقب للأسعار، صار الكل يفرض منطقه على السوق. وهذا التحدي الذي على الدولة أن ترفعه، ولن ترفعه، فهو كما يبدو ليس من أولوياتها، وما دامت في حوزتها المسكنات الأخرى، كمخدر الكرة والفوز في المونديال، بالإضافة إلى نجاحها، وهذا الأهم، في حل نسبة هامة من أزمة السكن، إضافة إلى زعمها مساعدة الفقراء بقفة رمضان، التي لا تكفي حتى لليومين الأولين منه، بينما يتسوق مسؤولوها في الأسواق الأوروبية، هذا إذا لم ينتقلوا إلى إقاماتهم في العواصم الأوروبية لقضاء رمضان والعطلة بعيدا عن أزمات الشارع الجزائري المنشغل بأفراحه الكروية المؤقتة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)