الجزائر - A la une



بين الكرة والمدرسة
تنظر الغرفة التجارية الاستعجالية اليوم في قضية “الفجر“ المرفوعة ضد مطبعة الوسط، بعد قرار هذه الأخيرة الجائر بوقف سحب الصحيفة بحجة عدم دفع الديون، رغم توقيع الجدولة والمداومة على دفع أقساطها منذ سبتمبر من السنة الماضية.ومرة أخرى قضية الفجر سياسية وليست تجارية، لأن إدارة المطبعة والجريدة توصلتا إلى اتفاق جدولة في سبتمبر الماضي، مثلما أسلفنا مرارا. ولو لم تكن سياسية لما لجأت المطبعة لتوقيفها مثلما يقول مديرها بقرار من “فوق”.لم أتابع أخبار الفريق الوطني ليس فقط خوفا من الهزائم المتكررة، لكن منذ أن صارت اللعبة تجارة ومكسبا وملاييرا تصرف، ومنذ استعملت مخدرا لإلهاء الجماهير عن واقعها. ولكن هذا لم يمنع فرحتي لفرحة الشباب، وفرحة الأشقاء العرب الذين فرحوا لفوز ممثل العرب الوحيد على حد تعبيرهم، لأنهم مثلنا مشتاقون للفرح في زمن الانكسارات، فلا بأس أن يكون انتصارا ولو كرويا لزرع البسمة على الوجوه.لأعد إلى ما هو أهم من أخبار الكرة، وهي التربية، حيث جمعتنا أول أمس جلسة حميمية مع السيدة بن غبريط، وزيرة التربية الوطنية، الوزيرة التي قوبلت بحملة إعلامية شرسة ضدها أحيانا، ومدافعة عنها أحيانا أخرى، وجدت أنه لا يمكنها أن تنجح في مسعاها، ما لم ترافق إعلاميا لتشرح بالتفصيل وتوصل أفكارها وما تقوم به من تغييرات وإصلاحات في المدرسة للمواطنين، من تلاميذ وأولياء وأساتذة ونقابات. ولهذا السبب دعتنا ومجموعة من الزملاء حول مائدة قهوة، لنعرف منها شخصيا ما تسعى إليه والبرنامج الذي ستباشره ابتداء من الجلسات حول المدرسة في جويلية الداخل للنهوض بالمدرسة.السيدة كانت واضحة وواعية بحجم التحدي الذي ترفعه لرفع شيء من الغبن عن المدرسة، لكن المريح في كل هذا يبدو أنها تعرف أكثر من غيرها، من موقعها كباحثة اهتمت كثيرا بالمدرسة، وكانت عضوا في لجنة إصلاح المنظومة التربوية المشاكل التي تعيشها المدرسة الجزائرية، وتعرف أيضا خاصة نوعية الحلول التي يمكن أن تقدمها لتباشر عملية إنقاذ المدرسة.شخصيا أثق في قدرات هذه السيدة، فهي تمتلك ليس الإرادة فحسب، بل الأفكار والحلول. وقد شخصت بدقة الداء الذي تعانيه المنظومة في كل أطوارها، سواء في البرامج أو طريقة التلقين أو الامتحانات، وتعرف أيضا الجانب الاجتماعي وما يجب أن يتكفل به لفك المدرسة من مخالب النقابة التي رهنت التلميذ والبلاد.لا، لا تلقي باللائمة على الأستاذ، ولا على التلاميذ، وإنما تعترف أن هناك الكثير من المشاكل الواقعية التي تطرحها النقابات ويجب الاستجابة لها، لكنها ترفض أن يكون الإضراب هو الحل، وترفض أن تحل المشاكل التي يطرحها الإضراب بتقليص الدروس، لنخلص في نهاية الأطوار بنقص في التكوين بعرقل بدوره الدراسة الجامعية.نعم، الدولة وضعت الإمكانيات الضخمة لهذا القطاع، وهناك كم هائل من الأساتذة يتوفرون على الإرادة والقدرات لتحسين أداء المدرسة. ويبدو أن هذه السيدة تعرف جيدا كيف تزاوج بين كل هذا لتضع حلول واقعية للمدرسة، زد على ذلك أنها تمتلك على ما يبدو الإرادة الصلبة وغيرة على مستقبل أبنائنا.لكل هذا صرت أكثر اطمئنانا، على مستقبل المدرسة، فلأول مرة أحس أنها بين أيد أمينة وبين أيدي ذوي الاختصاص. هذا إذا عرفت كيف تتخطى العراقيل وما أكثرها في طريق هذا القطاع، وعلى رأسها العراقيل الإيديولوجية التي رهنت المدرسة وحبستها في سجن جلابيب الأصولية والتطرف؟!ولنا وقفات أخرى إلى جانب مشروع هذه السيدة، لأنه مشروعنا جميعا وعليه يتوقف مستقبل أبنائنا؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)