الجزائر - A la une



غريب جدا أن يراسل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواساته وتعزيته في ضحايا الإعصار الذي ضرب عدة ولايات أمريكية، وهو الذي يواجه في الوقت الراهن إعصارا شديدا قد يزيحه عن منصبه في أيّ لحظة !محمد بن سلمان الذي يعيش أكبر أزماته منذ اعتلاء منصب ولاية العهد لم يقل كلمة واحدة حتى الآن في قضية اختفاء أو اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، مفضلا ترك الأمور للمفاوضات السرية في الكواليس، خصوصا وأن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أمسك بالقرار مجددا واتصل بالرئيس التركي أولا، ثم بالرئيس الأمريكي ضمن محاولات يبدو الهدف منها احتواء القضية، بعدما أخذت أبعادا أكبر من تلك التي تصورها من أطلق "المارد" أول مرة؟!
في الجهة المقابلة، يراهن الأمير محمد بن سلمان على صديقه وصهر ترامب جاريد كوشنر من أجل إقناع البيت الأبيض بالعدول عن فكرة المطالبة بتنحيته من المنصب، أو حتى بالضغط على الملك سلمان لاتخاذ إجراءات من شأنها إضعاف عهده والتعجيل ببروز خلافات جديدة داخل العائلة المالكة أو منح مبررات قوية لخصومه من أجل اعتلاء المشهد!
لا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كان جاريد كوشنر يمتلك القدرة على اتخاذ موقف لصالح صديقه أم لا؟ خصوصا وأن الممسك الحقيقي بزمام الأمور والطرف القادر على تغيير مجرى القضية، ليس ترامب بل أردوغان!
فبناء على ما ستقوله تركيا، وما ستكشفه من نتائج التحقيقات أو "ما ستتستر عنه!"، سيتم اتخاذ الموقف النهائي من طرف الجميع، وإن كنا نشعر بالحزن والأسى للحالة المزرية التي وصل إليها العرب وحكامهم في الوقت الراهن، حالة يتم التخلص فيها من صحفي بارز بهذا الشكل المخزي، ويرتبط خلالها مصير حاكم عربي بما يقوله الأمريكان وما يحدده الآخرون من قرارات، ضمن مأساة جديدة، تبين أننا ما زلنا حتى الآن رهينة للغباء الاستراتيجي وضحية لأفعالنا الطائشة وغير المدروسة!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)