بلا منطق

جميل أن تغمر مادة ما السوق، وتعرض بأسعار مغرية تكون في متناول الكل، لكن ما ليس جميلا هو أن تلك المادة المعروضة بوفرة، لا تتبع لسوق العرض والطلب، إنما عرضت لمشاكل يتخبط فيها أصحابها، أجبرتهم على بيع كل ما لديهم من محصول بخسارة وبأسعار أقل بكثير من سعر التكلفة، لأن الديون تلاحقهم والإفلاس يهددهم، فما كان عليهم سوى غلق محلاتهم أو مزارعهم ووضع المفتاح تحت الباب.كل هذا لأن العشوائية والفوضى تطبع نشاطاتنا واختلط الشرعي باللاشرعي، فبات السوق يعجّ بالفوضى ويلتهم كل إنتاج، حتى ولو كان بالأطنان لأن آليات التعامل مع الوفرة مفقودة، في غياب التخزين والتحويل وغيرها من الطرق التي تمكن من الإحتفاظ بالمادة على المدى البعيد، وبالتالي، «نأكل اليوم وغدوة ربي يجيب»، فإلى متى نظل نتعامل بالعشوائية ونسير أمورنا وأحوال معيشتنا بلا منطق، ولا تخطيط ولاحتى بعد نظر.