الجزائر - A la une

بعد غيبوبة ضمنتها له أجهزة طبية



بعد غيبوبة ضمنتها له أجهزة طبية
توفي أرييل شارون، السفاح ووزير دفاع الكيان الإسرائيلي المحتل، أمس، بعد أن توقفت كل أعضائه الحيوية عن النشاط الطبيعي عن عمر يناهز 85 عاما. وفارق شارون الحياة بعد أن تدهور وضعه الصحي وعجزت الأجهزة التي وضعته تحت رحمتها طيلة ثمانية أعوام كاملة من الغيبوبة التامة عن تمديد عمره البائس التعيس وكان حتما على إدارة مستشفى "شيبا" الذي رقد فيه "ميتا حيا" منذ بداية 2006 أن تعلن عن موته بعد أن عجزت من تمكينه من موت رحيم (اوتانازي) الذي عادة ما يلجأ إليه عند أقوام ويرفضه اليهود.ولأن قلبه لم يعرف الرحمة تجاه الفلسطينيين منذ وطأت قدماه أرضها سواء ببذلته العسكرية أو يوم انتقل إلى السياسة فإنه لم يمت موتة عادية وقد اشتاق لرؤيتها طيلة عقد قضاه يتنفس بأجهزة طبية.وبموت هذا الطاغية يكون العالم قد تخلص من أكبر مجرم عرفته البشرية بعد أن اقترن اسمه بالمذابح والاغتيالات وكل المؤامرات التي عرفتها الأرض الفلسطينية منذ اغتصابها قبل قرابة سبعة عقود.ويعد شارون الذي يعتبر واحدا من مهندسي حربي 1967 و1973 في نظر اليهود الصهاينة بطلا قوميا ولكنه في أعين الفلسطينيين واللبنانيين وكل العرب يبقى أكبر مجرم فاقت فظاعة جرائمه تلك التي اقترفها الجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية.فطيلة مسيرته الإجرامية وضع شارون العرب كعدو يجب القضاء عليهم بنفس النزعة العنصرية التي تبناها النازيون التي زعم الصهاينة أنهم من المعادون لها، ولكنهم تبنوها وتفننوا في تطبيقها على الفلسطينيين ضمن جماعة "الهاغانا" التي كان أحد قادتها والتي تبنت رفقة تنظيم "الأرغون " فكرة تطهير أرض الميعاد من كل عربي ضمن منطق وعد بلفور الذي خطط لإيجاد وطن لشعب في أرض بدون شعب في إشارة إلى فلسطين المحتلة.ولأنه عاث في أرض فلسطين فسادا غير مسبوق وتلطخت يداه بدماء الأبرياء في قرى ومدن فلسطين وحتى في مخيمات اللجوء التي فروا إليها هربا من بطشه فقد مات موتة غير مسبوقة بعد أن بقي منذ جانفي 2006 تحت رحمة أجهزة طبية فاقدا للوعي ربما إلا من أنين أطفال وشيوخ ونساء فلسطينيين ممن ذاقوا ويلات نزعته الإجرامية.والمؤكد أن أنين أبناء مخيمي صبرا وشاتيلا الذين راحوا ضحية نزواته السادية سنة 1982 كانت أكثر وقعا على هذا الطاغية الذي يكون قد تمنى الموت دون أن تعبر مخيلته أو سماعها حتى يدفع نزرا ضئيلا من كل العذاب الذي كاله للاجئين الفلسطينيين.ولا يمكن للعالم أن يستذكر مسيرة هذا الصهيوني النازي منذ 1948 الملطخة بدماء الأبرياء من الفلسطينيين دون أن يسترجع تلك الصور وهو يتنقل مبتهجا بصور أطفال بقرت بطونهم أو شقت رؤوسهم أو قطعت أطرافهم لا لذنب إلا لأنهم يحملون دما فلسطينيا في عروقهم دون رحمة ولا شفقة.وكان كافيا للعالم وانطلاقا من فظاعة تلك المشاهد أن يحيل هذا المجرم على المحاكم الدولية للاقتصاص منه اليوم قبل الغد تماما كما كان هو وجهاز مخابراته يلاحقون كل من يعتقدون أنهم من مخبري وعناصر "الأس. أس" النازيين الذين لاحقوا اليهود في محارق ألمانيا النازية في اوسزويتش خلال الحرب العالمية الثانية.كما أن انتهاجه لسياسة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين للاستيلاء على أراضيهم التي توارثوها أبا عن جد منذ كنعان لتمكين الشتات اليهودي من أرض يطؤها تبقى جريمة ثانية اقترفها هذا المجرم النازي الذي تشبع بأفكار منظر الفكر الصهيوني المجري الأصل تيودور هرتزل الذي بنى فكرته من عدم ليجد من الدول الغربية من يجسدها على أرض الواقع ولكن باغتصاب أرض شعب آخر.وهي ممارسات ستخلده كأكبر مجرم وسفاح عرفته البشرية بنفس الصورة التي احتفظ بها العالم لأدولف هتلر أو هولاكو جنكيز خان المغولي في انتظار لحاق مجرمي الحرب الصهاينة الذين عاثوا في أرض فلسطين وضد الفلسطينيين فسادا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)