الجزائر

بعد 50 سنة.. بناء التاريخ قطف الخطى


تسعى كل الأمم إلى بناء تاريخها كأن تجعله غير قابل للمغالطة ولا للخدش العابر، لاسيما من طرف هؤلاء الذين كتبوه بأيديهم.. فيكاد يشبه اليقين والمقدس لأنهم يدركون أن الحفيد سيكون بمزاج مختلف وليس يتنازل عن منطقه مقابل أوقات ماضية.. لذا هم يحاولون جاهدين كتابة تاريخ بلهجة حازمة، وغالباً ما ينكب على ذلك عظماء لا يعترفون بكل القراءات التي قد تكون أكيدة وبالأدلة القاطعة.
أما نحن فلست أفهم لمَ لا نريح أحفادنا من القراءات المغلوطة.. ونتفق على قراءة واحدة سريعا وقبل فوات الأوان.. ويكفينا من المذكرات التي تشبه أخر اليأس في أخر العمر.
هل لا ندرك بعد أن الطعن في القضية هو خسارة نهائية لكل القضايا.. والدليل أننا لا نحمل قضية باهرة تفوق عيوننا ونموت من أجلها.. كل القضايا التي نلعن من الصباح إلى المساء هي الحصول على سكن وزوج يساندنا غلاء المعيشة.. وقد ينتهي العمر من دون أن نخرس السقف.
وربما تلك هي الطبيعة البسيطة، فالحياة الكريمة قضية عادلة لابد أن تنصف صاحبها يوماً ولكن هل لمثقفينا ذات القضية؟؟
قد لا نشكو ضياع السقف لأننا نشعر أن السماء سقف الأمنيات.. وقد لا نعاند كثيرا في ربط الأخر إلى قلاعنا لان السند يبدأ من خيالنا وينتهي إليه.. لذا القضايا بالنسبة إلينا علينا أن تحوي البطولات الرفيعة..
اقترنت القضية في وقت ما بالوطن الصغير الذي لا يزال يملك دهشة الحب الأول، ولذا بمقاربة يمكن أن نجعل القضية هي تحقيق العدالة السياسية أو الحفاظ على الديمقراطية أو.. الخ، على شاكلة كل الذي يقال ولا يفهم..
ومع الإعلام ودهشة الطائرة يمكن أن يحصل الوطن العربي على كم كبير من القضايا العادلة فاليهود وأمريكا لا يزالون كما الشوك.. ولكنهم اخترعوا مبادئ سامية علينا أن لا تحيد عنها كي لا نتهم بالعصبية وعدم القدرة على العيش مع الأخر هذا كي نسقط في فخ القضايا العالمية فالعالم بلونه الأخضر وثقب الأوزون..
ولكن حتما هناك قضية تستحق الموت.. وأولها رفض الحياة الشاحبة كما الموت..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)