بعد رسمه لوحات باستعماله العجينة المدرسية رضا شلال ينتقل إلى الرسوم المتحركة ويصبو إلى إنشاء مدرسة

لم يتوقّف الفنان رضا شلال عند تخصّصه في تقنية قال أنّها جديدة وتتمثّل في الرسم بالعجينة المدرسية، بل تعداه إلى هدف أسمى يتمثّل في تدريس هذه التقنية وتجسيدها ليس على اللوحات وحسب، بل في مجال آخر ألا وهو الرسوم المتحرّكة.
انطلق رضا في تحقيق مشروعه عبر إنجاز العديد من الرسوم المتحركة بتقنية العجينة المدرسية وفي هذا يقول «قمت بإنجاز العديد من الرسوم المتحركة بتقنية العجينة المدرسية، حيث أستعمل في هذا الإطار كاميرا وجهاز كمبيوتر وزجاجة وعجينة، والبداية بوضع العجينة على الزجاجة بالشكل الذي أريده وأحرّكها وفي كلّ حركة آخذ صورة ومن ثم أجمعها وأضعها في الكمبيوتر وبالضبط في برنامج متخصّص للرسوم المتحركة، وهكذا أكون قد أنجزت رسوما متحركة بتقنية العجينة المدرسية».
وفي هذا السياق، قال رضا أنّ هناك ثلاثة أنواع من الرسوم المتحركة، أوّلها الرسوم المتحرّكة العادية وثانيها المعتمدة على منحوتات متحرّكة أي تصنع منحوتات من العجينة ويتمّ تحريكها، أمّا التقنية الثالثة فهي التي تعتمد على الخيال الصيني الذي يعتمد بدوره على الخيال خلف ستار مضيء. مضيفا أنّ تقنيته تشبه كثيرا تقنية الخيال الصيني إلاّ أنّها تستعمل الألوان أيضا.
وصنع رضا خمسة رسوما متحركة بالعجينة المدرسية تهتم بمواضيع مختلفة تعبّر عنها في دقيقتين ونصف، من بينها إشهار لمشروب غازي جزائري، رسم فيه رضا خيال رجل تنبعث منه خيال امرأة ومن ثم يراقصان بعضهما البعض، وبعدها يحتميان بمظلة مرسوم عليها العلم الجزائري ومن ثم يجلسان في حديقة قبالة طاولة موضوع عليها مشروب غازي، وهنا تبدأ ملامح وجهيهما في البروز ومن ثم يظهر اسم المشروب.
وعن هذه التجربة قال رضا أنّه قام بها بدون طلب من جهة معينّة ولا حتى من طرف صانعي المشروب في حدّ ذاته. مضيفا أنّه مازال في طور إتقان فن الرسوم المتحركة المعتمدة على العجينة المدرسية، علاوة على أنه يفتقر إلى الإمكانيات لتحقيق غايته مثل حاجته لزجاج لا يعكس الضوء وهو ما لا يتوفّر عليه وأيضا بالنسبة للكاميرا التي يجب أن تكون في أفضل حال، بالإضافة إلى ضرورة الاستعانة بمختص في برمجيات الكمبيوتر المتخصّصة في الرسوم المتحركة.
وفي هذا السياق، دعا رضا كلّ محبي الفن التشكيلي بصفة عامة ومحبي التجديد والرسوم المتحركة بتقنيات جديدة، إلى الاتصال به وهذا للعمل معا على تحقيق هذا المبتغى، وعن هذا يقول «أنا بجاحة ماسة إلى طلبة ومدرّسي الفنون الجميلة لتقديم يد المساعدة لي بغرض التغلغل أكثر في هذا الفن الجديد ولتأسيس مدرسة لتعليم أصول هذا الفن، ويمكن الآن الانطلاق في العمل حيث وفرّ لي أحد الأحزاب مكتبا لتعليم هذه التقنية كما أصبو حاليا إلى تكوين جمعية لتحقيق هذا الهدف ومن ثم مدرسة».
ويبقى حلم رضا، إنشاء مدرسة لتعليم تقنية الرسم بالعجينة المدرسية، وكذا الرسوم المتحركة بنفس التقنية، وفي انتظار تحقيق ذلك قد يضطر إلى المرور عبر إنشاء جمعية، وهذا بعد أن يكون قد خطا خطواته في هذا المجال في الفضاء الذي خصّصه له الحزب والذي لم يفتتح بعد، كما أّنه يعرض هذه الأيام بعض لوحاته في مقر هذا الحزب بديدوش مراد، بالإضافة إلى صور تبرز كيفية رسمه بالعجينة المدرسية للأطفال، حيث يضع العجينة الملوّنة خلف الزجاجة ويحرّكها حسب الشكل المراد صنعه.
بالمقابل، شارك رضا شلال في المسابقة الوطنية «عائشة حداد» الأخيرة، بلوحة استلهم موضوعها من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا».
وفي هذا السياق، رسم رضا مربعا يضم هيئة رجل ميت وهيئات رجال يقفون قبالته، رمزا لحياة الإنسان الفانية، ورسم أيضا خطا يتجاوز المربع، دليلا على الأمل غير المحدود الذي يتجاوز حياة الإنسان المحدودة، وأراد الفنان أيضا من خلال رسمته هذه أن يؤكّد على استعمال الرسول الكريم للرسومات لإيصال بعض من حكمته.