الجزائر - A la une

بطل العبور … وزبائن الإنقلاب !



بطل العبور
وزبائن الإنقلاب !

بقلم: الاعلامي محمد يعقوبي
بداية العام 92 إتصل بطل العبور الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان يقيم في فيلا محترمة بالأبيار، منحه إياها الرئيس الراحل هواري بومدين العام 1978 عندما هرب من ملاحقات السادات، إتصل بصديقه الحميم المجاهد لخضر بورقعة يريده أن يزوره في بيته لأمر جلل، وبعد نصف ساعة كان بورقعة يطرق باب الشاذلي لقرب المسافة بينهما، دخل سي لخضر فوجد صديقه يتوسط كومة من الاثاث والكتب ولوازم البيت في حال تشبه حال من يستعد للرحيل الى بيت جديد ويحتاج الى مساعدة، تساءل بورقعة عن الخطب، فرد الشاذلي سي لخضر هذه كميات كبيرة من كتبي خاصة الكتب التي ألفتها في الجزائر أرجوا أن توزعها على المكتبات العمومية هنا ليستفيد منها الشباب، وهي الكتب التي ألفتها بالجزائر مثل مذكراته عن حرب أكتوبر 1973، وكتاب «الحرب الصليبية الثامنة» وكتاب «الخيار العسكرى العربى» وكتاب «أربع سنوات فى السلك الدبلوماسى»، وهو عن الفترة التى قضاها سفيرا لمصر فى لندن، ثم فى البرتغال حتى عام 1978».
رد بورقعة .. الى أين العزم سي الشاذلي ؟
رد الزعيم ..خلاص سي لخضر انتهت أيامي في الجزائر الحبيبة التي آوتني حينما شردني أبناء جلدتي، وبعد إلحاح من سي لخضر لمعرفة السبب قال الشاذلي أنه يشعر بالمضايقات مجهولة المصدر منذ استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، وقد تواصل معه العديد من المسؤولين عن طريق وسطاء يطلبون منه إخلاء الفيلا التي يقيم فيها مع أولاده منذ العام 78، وأخبروه أنهم مستعدون ليوفروا له شقة في مكان محترم نظير إخلائه لهذه الفيلا الفخمة لأن (حسبهم) مسؤولا رفيعا طلبها لنفسه بالعنوان والرقم (…) كانت هذه الرسائل كافية لتخدش كرامة الشاذلي، وليفهم منها أن المسؤولين الجدد من رموز الإنقلاب وزبائنه بعد توقيف المسار الانتخابي لا يرغبون في استمرار إقامته بالجزائر التي احتضنته وحمته من شبح الاعدامات التي كانت تنتظره في مصر، وبالفعل قرر الشاذلي العودة بالرغم من الملاحقات التي تنتظره والتي قد تفضي الى إعدامه، وفعلا تم إعتقاله فور نزوله في مطار القاهرة ولقي متاعبا كثيرة قبل أن يستقر وضعه تحت الرقابة القضائية ويتوفاه الله في الايام الأولى لرحيل حسني مبارك عن الحكم.
ظل الشاذلي محبا للجزائر وفيا لها رافضا أن يسيىء لها بكلمة واحدة وهي التي إحتضنته 14 سنة مثلما تفعل الأم مع ابنها، وسيظل التاريخ يلعن الذين سولت لهم أنفسهم سنة 92 أن يهينوا هذا الرمز ويطمعوا حتى في الفيلا التي كان يقيم فيها مع أولاده معززا مكرما بل ويدفعون به الى الخطر بالعودة حيث التهم جاهزة والمشانق معلقة.
رحم الله سعد الدين الشاذلي، بطل العبور الأول والشاهد الأساسي على بطولة الجيش الجزائري هناك حيث كانت الجبهة مشتعلة والرايات مرفوعة والارواح على الأكف من أجل فلسطين.
رحم الله بطل العبور


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)