بسبب نقص في تكوين أخصائيي طب الأطفال وفاة 28 من أصل 1000 رضيع سنويا في الجزائر

تشير معطيات صحية إلى تسجيل وفاة 82 رضيعا من أصل 1000 مولود جديد كل سنة في الجزائر، وحسب خبراء في صحة الأطفال، فإن السبب الرئيسي لهذه الوضعية هو افتقار مؤسساتنا الاستشفائية العمومية والخاصة، لأخصائيين في طب الأطفال بمستوى تكوين نوعي ومساير لما هو عليه الحال في العالم.
يحدث هذا في الوقت الذي تؤكد توصيات المنظمة العالمية للصحة على ضرورة بلوغ 6,18 وفاة لكل 1000 ولادة في غضون الـ2015، وهو أمر من المستحيل بلوغه في بلادنا، حسب هؤلاء الخبراء، خاصة وأن هذه النسبة تعرف ارتفاعا مستمرا عوض أن تتقلّص وتنخفض.
وفي هذا الصدد، تفيد إحصائيات العام 2010 بتسجيل قرابة الـ27 وفاة لكل 1000 ولادة، انتقلت خلال العام الماضي إلى 28 وفاة من بين ألف ولادة جديدة، وذلك على الرغم من تسخير الدولة إمكانات مادية تكفي لضمان تكفّل نوعي بالمواليد الجدد.
ويقول البروفيسور جميل لبان، رئيس مصلحة طب المواليد الجدد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، معلقا على العجز الملاحظ في تكوين المختصين في طب الأطفال، إن ''السبب يكمن في نقص التكوين الطبي الخاص بالعلاجات المكثفة الخاصة بفئة الطفولة المبكرة، وكذا إعادة إنعاشهم، وهو ما يتطلّب إعادة النظر في نوعية هذا التكوين وتدعيمه''.
ويضيف لبان أن بعض الدول الأوروبية منعت أطباء الأطفال من الممارسة في أقسام المواليد الجدد، إلا بعد استفادتهم من تكوين لمدة سنتين، بالإضافة إلى الحصول على رتبة مختص في طب الأطفال، موضحا بأن ''مشكلة التكوين مطروحة كذلك عند أعوان شبه الطبي مثل القابلات والأخصائيين في مجال تمريض الأطفال، الذين يعانون من نقص في التكوين مما ينعكس سلبيا على كيفية التكفل الطبي بالمواليد الجدد''.
وفي هذا السياق، تذكر آخر أرقام المنظمة العالمية للصحة، أن 50 بالمائة من الأطفال الذين يموتون في الأسبوع الأول من الولادة يتوفون في الـ24 ساعة الأولى بعد الولادة، علما بأن الدول السائرة في طريق النمو هي المعنية بالأمر أكثر من غيرها، بدليل أن أطفالها معرّضون للموت بمعدل 13 مرة أكثر خلال الـ5 سنوات الأولى من حياتهم أكثر من أمثالهم في الدول المتقدمة.
ويشار إلى أن فئة الأطفال المعنية بطب الأطفال حديثي الولادة تشمل الفئة العمرية من صفر إلى غاية 4 سنوات.