الجزائر - A la une

براءة الطفولة تحت رحمة العلاج الكميائي


براءة الطفولة تحت رحمة العلاج الكميائي
معروف لدى العام والخاص أن حياة الأطفال مليئة بالحركة والنشاط والشقاوة وهذه الصفات ترافق الطفولة في كل أطوارها لكن الزائر لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة يجد مرضى يؤويهم فراش أبيض ينتظرون مرور طبيب يجود عليهم بدواء يخفف آلامهم.مروى رمضانيهاشم، منال، أحمد، عبد الرحمان ونور الهدى عينة عن أطفال منعهم المرض من ممارسة طفولتهم وألزمهم الفراش لمدة طويلة.يعيش الأطفال المصابون بالسرطان بمستشفى مصطفى باشا حالة شديدة من المرض الذي نال من طفولتهم زاد من وطأة ذلك الغربة التي يعيشونها فالعديد من الأطفال جاء من ولايات بعيدة عن العاصمة ما يعني أن هؤلاء لا يجدون من يقوم على أشغالهم ناهيك عن الجانب النفسي المعقد الذي يعانونه بسبب قضائهم العديد من المناسبات بعيدا عن عائلتهم.أم هاشم جاءت من الجلفة رفقة ابنها لعلاج الداء الذي أصاب فلذة كبدها تقول "أنا هنا منذ أربعة اشهر ولا يمكنني المغادرة قبل شهر ديسمبر القادم بسبب العلاج الكيميائي الذي يتلقاه هاشم بشكل دوري، ونظرا لبعد المسافة وارتفاع التكلفة فلا أحد يزورنا من الأهل القاطنين بولاية الجلفة".الغريب في أمر الطفل هاشم هو الحالة الحيوية التي يعيشها حيث استقبلنا محييا "أهلا صديقتي" يلاحظ على هاشم وعيه بحقيقة مرضه وحالته الصحية تقول والدته "غالبا ما أنهار بسبب رؤية معاناة ابني لكنه يصبرني قائلا أن هذا قضاء الله وقدره ولا مهرب منه" تضيف "وكلامه هذا يجعلني أكفكف دمعي وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأتعجب من صبر وجلد طفل لم يتجاوز عمره الست سنوات".أم نور الهدى القادمة من غرداية هي الأخرى ينبئ منظرها عن معاناة كبيرة تمر بها هي وابنتها على حد سواء فنور الهدى تعيش تحت رحمة العلاج الكيميائي الذي يقيد حرية حركتها ويجعلها رهينة الفراش ما يزيد من مللها تقول نور الهدى "تمر علي أيام بلياليها ولا أستطيع مفارقة السرير بسبب العلاج الكيماوي الذي أتلقاه وبمجرد الانتهاء منه يعوض بالمصل الذي يوضع لي لمدة ثلاثة أيام متتالية ما يجعل الوقت يمر بصعوبة ويدفعني للبحث عن أساليب ترفيهية لا تستدعي الحركة ولا تمس بقدسية مغادرة السرير كالألعاب الإلكترونية مثلا".معاناة الأم الحامل في شهرها السابع لا يقل عن معاناة البريئة نور الهدى فهي مجبرة على السهر على راحة صغيرتها وهي السيدة التي تحتاج بدورها إلى عناية خاصة تقول "واجبي السهر على راحة ابنتي والبقاء معها المدة التي يتطلبها العلاج فهذا حقها وأتحمل لأجل شفائها كل شيء".في أثناء تجول "الحياة العربية" في قسم طب الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي صادفنا الأخوين منال وأحمد المصابين بالسرطان الذي أجبرهما على المكوث في المشفى لمدة طويلة حيث مرض أحمد اولا وبعد فترة قصيرة أصيبت أخته كذلك بالمرض وقد عجز الأطباء عن كشف حقيقة إصابة أخته ويرقد الطفلان بالمستشفى تحت رعاية زوجة أبيهما التي تقوم بتمريضهما.إصابة الأطفال بمرض بسيط يدخل الآباء والأمهات في حالة ذعر شديدة فما أدراك بأن يكون المرض خبيثا يهدد حياة هؤلاء الأطفال ما يجعل الأمهات خصوصا يعانين في صمت.تجدر الإشارة إلى ان العزاء الوحيد لهؤلاء المرضى هو الزيارات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية لصالح هؤلاء المرضى خاصة القادمين من ولايات بعيدة عن العاصمة والذين تقل إن لم نقل تنعدم زيارات أهاليهم لهم حيث يحدثون جوا عائليا وتفاعليا جميلا خاصة في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان المبارك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)