الجزائر - A la une

بحيرة الضاية بتمزڤيدة.. البحيرة المعلقة التي لا تجف



بحيرة الضاية بتمزڤيدة.. البحيرة المعلقة التي لا تجف
بحيرة تمزڤيدة، أوبحيرة الضاية كما يحلو للبعض تسميتها، تقع في أعالي جبال تمزڤيدة شمال مدينة المدية، هي من أجمل المناطق السياحية في الجزائر، لكنها كغيرها من المواقع السياحية التي تشتهر بها المدية عانت من ويلات الإرهاب في السنوات الماضية، والآن استعادت عافيتها وهي من أروع المناطق.. أعلى بحيرة عن مستوى سطح البحر في الجزائر، تعطي للزائر صورة واضحة للجزء الشمالي لسهل متيجة و واد بورومي وشفة من الناحية الشرقية، إلى جانب مدخل المدية وواد حربيل جنوبا وجزء من أعالي الشلف غربا. تمتد على مساحة هكتارين محاطة بسلسلة غابية تحتوي أنواعا عديدة من النباتات، كأشجار البلوط الأخضر، البلوط الفليني، الاسفندان الريفي، الدردار، الخروب، الصنوبر الحلبي، الزيتون والتوت. هذا التنوع النباتي حوّل المنطقة إلى مكان مفضل لمختلف أصناف الطيور مثل اللقلق الأبيض، الكروان، البجع، طيور الكركي، البوم، الصقر، بالإضافة إلى العديد من أصناف الثدييات كالقرد ماغو والأرانب البرية، الثعلب، الحرباء والسلحفاة. كما أن هذا الموقع الجذاب كان مصدر إلهام للعديد من القصص التاريخية والخيالية المتوارثة عبر الأجيال لتصبح متجذرة في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة إلى يومنا هذا، وأشهر هذه الأساطير التي رويت من طرف مدوّني جيش الاحتلال، تحكي أنه في أواخر القرن 12 كان هناك رجل صالح يدعى سي محمد بوشاقور، أقام في منطقة موزاية التي تضم العديد من القبائل المتقاتلة بينها بشكل مستمر، وخلال بضع سنوات نجح هذا الأخير في إقامة الصلح بين المتقاتلين المتواجدين في سفوح جبال الأطلس، ومن أجل مكافأتهم على الامتثال للصلح عاهدهم بتطوير بلادهم، حيث قام بشق الجبل بفأسه فنتج عنه سيل جارف أفاض وادي متيجة انبثق عنه واد سمي بواد الشفاء (واد شفة)، لأن مياهه تشفي سريعا إصابات مختلف محاربي القبائل. وبعد العودة إلى ديارهم التمس ممثلو القبائل المتصالحة مرة أخرى المساعدة من الولي الصالح لجعل حقول الكروم المزروعة في المنطقة وافرة الإنتاج. سي محمد بوشاقور استقر في جبل تمزڤيدة وأمر مختلف القبائل بإحضار في كل صباح قلة من الماء ليصبها على رأس قمة الجبل، ومن هنا نشأت أسطورة بحيرة الضاية المعلقة التي لا تجف مياهها أبدا، وتبقى وافرة حتى في أوقات الجفاف الشديد. البحيرة المعلقة بقيت منذ مدة طويلة مكانا يزوره سكان المنطقة للبحث عن علاج شاف من خلال رحلتهم يحافظ الزوار على الطقوس القديمة الموروثة عن أجدادهم بحلول موسم الحرث أو الجني، يقوم الزوار بالصعود إلى قمة الجبل لأجل الاحتفاء وملء 500 قلة التي توجد بالقرب من ضريح الولي الصالح، وهي اليوم مكان اصطياف للعديد من العائلات والشباب المتعطش للخلوة والهدوء. غير أن الطريق المؤدي لها لا يبعث على الارتياح نتيجة لتدهوره. وبالرغم من هذا المشكل إلا أن الكثير من الزوار مازالوا يقصدون هذا المكان السياحي بامتياز زوار الضاية، طالبوا السلطات المحلية بالالتفات الجدي إلى هذا القطب السياحي بامتياز من خلال تشييد مرافق وقرى سياحية من شأنها الرقي بمنطقة تمزڤيدة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)