الجزائر - A la une

بحثا عن مستمع جيد لمشاكلهن وتعلم صنعة تشغلهن




بحثا عن مستمع جيد لمشاكلهن وتعلم صنعة تشغلهن
إذا كان المجتمع المدني الفضاء المحبب الذي تجد فيه النسوة ضالتهن لتعلم بعض الحرف مثل الطبخ، الخياطة وتنسيق الزهور، ويعتبرنه مكانا لتفريغ ما يشعرن به من ضغوط بالتواصل مع مثيلاتهن، فإن دور الشباب بدورها تحولت إلى قبلة محببة للنساء خاصة بعد أن تم تدعيمها بأخصائيات نفسانيات يحسن الإصغاء لهن ويقدمن لهن حلولا لمختلف المشاكل الزوجية أو العائلية التي يعانين منها.تبين ل«المساء” لدى تواجدها بدار الشباب بالقبة، أن السبب الذي دفع النساء إلى الاطلاع على ما تحويه دور الشباب من تخصصات تلبي احتياجاتهن، هو مرافقتهن الدائمة لأبنائهن للاستفادة من مختلف النشاطات، مثل دروس في الإعلام الآلي، أو الموسيقى أو بعض الأنشطة الرياضية أو الرقص الكلاسيكي، وهو ما حدثتنا به صارة لسلوس منشطة نقطة الإعلام بدار الشباب، حيث قالت: “لم تعد دور الشباب فضاءات لمساعدة الشباب على الاندماج فحسب، إنما تحولت أيضا إلى مساحة تجد فيها المرأة ضالتها، ومن جملة النشاطات التي تستفيد منها نذكر الطبخ، الخياطة، فن الماكرامي، التزيين بالورود والحلويات الذي يعرف إقبالا كبيرا، إلى جانب الرسم على الزجاج، الحرير، فن التزيين بالورود والحويشية، وحسب المنشطة صارة، كانت النساء سابقا يملكن فكرة خاطئة عن دور الشباب من منطلق أنها أماكن يقصدها الشباب فقط أو الأطفال، لكن هذه الفكرة تغيرت بعد أن سمح ترددهن على دار الشباب من اكتشاف ما تحويه من تخصصات جعلت عددا كبيرا من النساء يلتحقن بها.الارتياح الكبير الذي تشعر به النسوة اللائي يلتحقن بدار الشباب يجعلهن لا يكتفين، حسب المنشطة صارة، بتعلم تخصص واحد، إنما ينخرطن في تخصصات أخرى حتى يبقين على اتصال بالدار، فلا يخفى عليكم أن المرأة الماكثة في البيت لا تجد في كثير من الأحيان مكانا تقضي فيه وقت الفراغ، مما يجعلها تصاب بالتوتر والقلق.من جهتها، تؤكد الآنسة ياسمين بوريش مربية في تنشيط الشباب، على أن ما حفز النساء على الالتحاق بدار الشباب والانخراط بمختلف التخصصات هو أنه لا يشترط العمر في التعامل مع الوافدين عليها، بدليل أنني تقول : “وقفت شخصيا على تعليم سيدة يزيد عمرها عن 57 سنة، وأشعر أن النساء االمتقدمات في السن لديهن رغبة جامحة في التعلم وكأنهن يعوضن ما لم يتمكن من تعلمه في وقت مضى.وإذا استقطبت مختلف التخصصات اهتمام النساء، فإن الأخصائية النفسانية أخذت حصة الأسد من اهتمامهن، وهو ما تؤكده نصيرة عليوات التي التحقت بدار الشباب منذ سنة 1994 عقب إصدار القرار الخاص بوجوب إلحاق أخصائيين نفسانيين بدور الشباب، إذ تقول: “في السنوات الأولى من عملنا كان الإقبال قليلا على المختص النفساني ومقتصرا فقط على الأطفال المتمدرسين الذين يتوافدون على الدار لممارسة بعض النشاطات، ومع نمو الوعي بأهمية الأخصائي النفساني في إقرار التوازن النفسي للأفراد الذي ينعكس إيجابا على الأسر، وبحكم أن الأمهات هن اللائي يرافقن أطفالهن إلى دار الشباب، أصبحن يطلبن بدورهن الحصول على استشارة لمناقشة ما يعانونه من مشاكل اجتماعية أو زوجية.وفي ردها عن سؤالنا حول الطريقة التي يتم التعامل بها مع النساء الطالبات للاستشارة، تقول الأخصائية نصيرة بأن دور الأخصائي هو الاستماع كخطوة أولى، بعدها يتم توجيه نصائح وإرشادات لإخراجها مما تعانيه، فمثلا من الحالات التي تعرض علينا بصورة مستمرة؛ صعوبة تعامل الأم مع ابنها المتمدرس، في هذه الحالة نكشف لها عن بعض طرق المعاملة التي تلعب دورا كبيرا في تقريب الأطفال من ذويهم، وفي بعض الحالات التي يتعذر علينا إيجاد حل أو تقديم النصيحة بالنظر إلى حدة بعض المشاكل الاجتماعية، نوجههن إلى المختصين كالمساعدين الاجتماعيين أو المختصين القانونيين.لا يقتصر عمل الأخصائية النفسانية بدور الشباب على مجرد استقبال الباحثين عن الاستشارة فحسب، وإنما نشارك، تقول الأخصائية نصيرة، في مختلف الحملات التحسيسية التي يتم تنظيمها إحياء لبعض الأيام العالمية، كاليوم العالمي للسيدا أو التدخين أو السكري. وبهذه الطريقة نشجع على التواصل والتقرب من النساء لمزيد من التوعية بأهمية المختص النفساني في الحياة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)