الجزائر - 01- Généralités

بحث حول اعادة بناء الحركة الوطنية الجزائرية


1. الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري
بعد صدور قرار العفو العام بتاريخ 16 مارس 1946م، تم إطلاق سراح فرحات عباس و الكثير من قادة الحركة الوطنية فعاد إلى معترك السياسي فوزع يوم 01 ماي 1946م نداء للشعب الجزائري جاء على شكل منشور حمل عنوان: « نداء للشباب الجزائري المسلم أمام الجريمة الاستعمارية لا اندماج ولا أسياد جدد». و دعا إلى تعایش الأعراف و تواصلها و العمل على تحریر الجزائر من النظام الكولونیالي في إطار الشرعیة الجمهوریة، و باسم التعاون الفرنسي الإسلامي ، و مع تأكیده على إنشاء دولة جزائریة مرتبطة فیدرالیة بفرنسا .
بعد ذلك ترشح فرحات عباس في انتخابات المجلس التأسیسي في 2 جوان 1946م باسم حركة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ، و قد كانت نصر بالنسبة لحزبه حيث حاز على أغلبية الأصوات بنسبة 72% من مجموع الأصوات المعبر عنها.
و أصدر مشروع دستور الجمهورية الجزائرية و قدمه في 06 أوت 1946م إلى المكتب التأسيسي الفرنسي ، ثم أعاد تقديمه للبرلمان الفرنسي في شكل قانون في 21 مارس 1947م في إطار التحضیر لقانون الجزائر الأساسي و یمكن تحدید و استخلاص أهم الأفكار و المبادئ التي تضمنها في شكل مطالب :
 إنشاء جمهورية جزائرية مستقلة استقلالا ذاتيا لها حكومتها الخاصة و علمها الخاص تعترف بها الجمهورية الفرنسية.
 تدخل هذه الجمهورية عضوا في الاتحاد الفرنسي كدولة مشاركة و تكون العلاقات الخارجية و الدفاع الوطني للدولتين معا، تشرف عليها سلطات الاتحاد و تشارك الجزائر في ممارسة تلك السلطات.
 تتمتع الجمهورية الجزائرية بالسيادة المطلقة في جميع القطر و تشرف على جميع المرافق الداخلية و منها الشرطة.
 يتمتع كل المستوطنين بالجزائر بالجنسية الجزائرية و بجميع الحقوق التي للجزائريين، و بالمثل جزائريو فرنسا بفرنسا بالجنسية الفرنسية و بالحقوق التي للفرنسيين.



 ينتخب برلمان جزائري بالاقتراع العام تكون له السلطة التشريعية فقط، أما السلطات التنفيذية فتوضع في يد رئيس الجمهورية الذي يساعده مجلس الوزراء.
 يمثل فرنسا في الجزائر ممثل عام تقبل به حكومة الجزائر و يتمتع بصلاحيات استشارية فقط.
 اللغة العربية و الفرنسية لغتان رسميتان و يكون التعليم بهما إجباريا .
كما أصدر جريدة الجمهورية الجزائرية للتعبير عن أهداف الحزب .
2. حركة انتصار الحريات الديمقراطية
أسس عقب العفو الشامل حيث وجد أنصار حزب الشعب أنفسهم بعد حوادث 8 ماي 1945م مترددين بين مواصلة نشاطهم السري الذي تمرسوا عليه وبين النزول إلى الميدان علانية كبقية الأحزاب السياسية الأخرى التي مكنها غطاؤها الشرعي من التحرك على نطاق واسع ولكنهم أخيرا قرروا إعادة تشكيل حزبهم تحت اسم جديد هو: حركة انتصار الحريات الديمقراطية.
و بعد خروج مصالي الحاج من السجن يوم 11 أوت 1946م عاد إلى الجزائر يوم 13 الشهر نفسه وأقام بقرية بوزريعة قرب مدينة الجزائر حيث أعلن رفقة زملائه: الأمين دباغين، حسين الأحول، أحمد مزغنة، محمد خيضر، عن تأسيس حركة انتصار الحريات الديمقراطية في شهر أكتوبر 1946 وكان هذا الحزب يؤيد قيام جمعية تأسيسية جزائرية ذات سيادة منتخبة على أساس الاقتراع العام دون تمييز، وطالب مصالي بجلاء الجيوش الفرنسية عن الجزائر وإعادة الأراضي التي انتزعت وتعريب التعليم وعودة المساجد إلى نشاطها الديني المعتاد، ثم قرر الاشتراك في انتخابات 10 نوفمبر 1946 ليختبر فكرة استقلال الجزائر عن طريق صناديق الاقتراع رافضا في ذلك دعوة الحزب الشيوعي الجزائري للاشتراك في جبهة واحدة تجمع الشيوعيين و الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري و العلماء و حركة الانتصار .
و كما كان متوقعا شرعت الإدارة في الغش والتدليس فكان أن رفض الحاكم العام للجزائر ترشيح مصالي ورفضت الإدارة الفرنسية بدورها لائحتي حركة الانتصار في كل من وهران و سطيف .
ونتيجة لهذه الإجراءات لم تحرز حركة الانتصار إلا على 05 مقاعد من مجموع 15 مقعدا حيث نجح فقط المرشحون الآتية أسماؤهم: الأمين دباغين دردور جمال، بوقدوم مسعود من عمالة قسنطينة أحمد مزغنة ومحمد خيضر من عمالة الجزائر العاصمة، أما المقاعد العشرة المتبقية فقد فاز بثمانية منها المستقلون الذين يؤيدون التعاون مع الفرنسيين وتؤيدهم الإدارة الفرنسية وفاز الشيوعيون بمقعدين .
بعد ذلك عقد الحزب اجتماعا يوم 15 فيفري 1947 بالجزائر العاصمة درس فيه أوضاع الجزائر وخرج بالقرارات الآتية:
 مواصلة النشاط السري الذي سار عليه حزب الشعب سابقا.
 ممارسة النشاط العلني والشرعي عن طرق حركة الانتصار.
 إنشاء منظمة سرية عسكرية عرفت فيما بعد بالمنظمة الخاصة.
وفي عام 1947 شارك الحزب في الانتخابات البلدية تحصل فيها على جميع بلديات الجزائر تقريبا حيث فاز في 110 بلدية لم يفز إلا في المدن التي لم يتمكن من تقديم مرشحين فيها لأن الإدارة الاستعمارية حالت دون ذلك. وفي يوم 20/ 09/1947م صادق البرلمان الفرنسي على لائحة إصلاحات سميت فيما بعد بدستور الجزائر لكنه رفض من قبل الأحزاب الجزائرية لأنه عبارة عن إصلاحات هامشية لم ترض حتى جماعة المعتدلين كجماعة فرحات عباس مثلا وبموجب هذا الدستور أعلن عن إجراء انتخابات جديدة في الجزائر في شهر أفريل 1948 لانتخاب المجلس الجزائري المنصوص عليه في هذا الدستور فقرر حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية المشاركة في هذه الانتخابات لكن السلطات الفرنسية بقيادة الحاكم العام مارسيل نايجلن – بطل التزوير كما تجمع المصادر العربية والأجنبية على ذلك- ألقت القبض على 33 مرشحا من مجموع 95 مرشحا قبل التصويت، هذا هو منطق الاستعمار الفرنسي خاصة في عهد الاشتراكي نايجلن لهذا لم تفرز الانتخابات إلا عددا قليلا من مرشحي حركة الانتصار والاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري والحزب الشيوعي الجزائري حيث كانت النتيجة كالآتي:
الإدارة: 41 نائبا. – حركة الانتصار: 09 نواب - الاتحاد الديمقراطي: 08 نواب،- المستقلين :02 علما بأن المجلس الجزائري يضم 120 نائبا، نصفهم من الفرنسيين.
ونظرا لهذا التزوير قرر أعضاء حركة الانتصار يوم 21 أوت 1948م مغادرة القاعة رافضين الاشتراك في أية مناقشات بعد ذلك .


و من مبادئ حركة انتصار الحريات الديمقراطية :
 ضمان استمرارية الكفاح المسلح و استعمال الوسائل القانونية و غير القانونية، و السماح بالنشاط في جميع المجالات و إقصاء كل إمكانية انحراف و اختراق.
 تطبيق مبدأ السلطة على شكل نظام المركزية و نظام تقسيم العمل بمعنى التخصص في المهمات.
 احترام السرية و توزيع المناشير و الجرائد .
3. جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
على الرغم من أن إطارات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد استفادوا من قرار العفو العام الذي أصدرته الحكومة الفرنسية في 16 مارس 1946م فان الإدارة الاستعمارية لم تطلق سراح البصائر إلا في سنة 1947م، و مع ظهور العدد الأول بدأ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ينشر البرنامج الأول للحركة و ذلك بعد أن مهد له بتقييم إضافي للمراحل المقطوعة قبيل الحرب الامبريالية الثانية و بعدها.
وقد ركزت في نشاطها على الجانب التعليمي و الديني، و قد كانت أهدافها تصب في هذا المجال وهي كالتالي:
تعليم اللغة العربية، لأجل ذلك فان جمعية العلماء تسعى بشتى الوسائل لحمل الإدارة الاستعمارية على إلغاء القرارات التعسفية التي تعيق التعليم العربي، و استبدالها بقانون يساعد على نشر اللغة العربية و ترقية المجتمع الجزائري.
بما أن الإعلام وسيلة أساسية لتثقيف المواطن و تكوين الرأي العام فان الجمعية قد جعلت من أهدافها أيضا الاستماتة في النضال من اجل إلغاء مرسوم شوطان الذي يجعل اللغو العربية أجنبية في الجزائر، و تباعا فانه يعامل الصحافة الصادرة بها كصحافة وطنية تخضع للمضايقات و الرقابة المشددة.
إقامة النوادي عبر مختلف أنحاء الوطن و لتسيير تلك المؤسسات التربوية و الترفيهية قررت إدارة الجمعية أن يتولى المشرفون على النادي بيع المشروبات الحلال بأسعار معقولة، لكن الإدارة الاستعمارية حاربت ذلك الإجراء و أصدرت قرارات ما يمنعها الأمر الذي جعل الجمعية تدرج ضمن مساعيها الأساسية المطالبة بإلغاء قرار المنع و تجعل تسيير النوادي و الإشراف عليها من اختصاص لجانها فقط.
المطالبة بإرجاع المساجد المحولة إلى كنائس أو متاحف، و بتحرير الأوقاف من السيطرة الأجنبية و تمكينها من تأدية دورها الاجتماعي و الثقافي، ومن أجل ذلك ركزت الجمعية على النضال في سبيل تطبيق قرار فصل الدين عن الدولة .

محاربة التشويه و البدع و سائر أنواع الانحراف التي تفننت الإدارة الاستعمارية في تجذيرها على ارض الواقع الجزائري، كما أنها تعمل على تحرير القضاء و إعادة ربطه بالشريعة الإسلامية.
وفي سنة 1949م وجهت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كتابا مفتوحا إلى رئيس الجمهورية الفرنسية جاء فيه على الخصوص ما يلي:
إن الدين الإسلامي مملوك للإدارة تحتكر التصرف في المساجد و أوقافه و قضائه.
التعليم في هذا الوطن المسلم معطل بتعطيل مساجده و مدارسه، و رجاله عرضة للمحاكم.
إن الشعب الجزائري أصبح لا يؤمن إلا بذاتيته الجزائرية و جنسيته و لغته العربية و دينه الإسلامي.
إن الشعب الجزائري مريض يتطلع للشفاء و جاهل متوثب للعلم و بائس متشوق للنعيم.
في الفترة الممتدة من سنة 1946م إلى 1954م تركز نشاط الجمعية على بناء المدارس لتعليم العربية و جمع المال لتوظيف الأساتذة، و إرسال البعثات من الجزائر إلى المشرق العربي و إقامة علاقات مع دول المشرق، و تحقيقا لهذا الهدف قامت الجمعية بإرسال الشيخ البشير الإبراهيمي إلى القاهرة سنة 1952م لكي يقيم اتصالات ثقافية و سياسية مع الدول العربية و الإسلامية و يعرف بالجزائر .
و كان لنشاط الجمعية في باريس أن قامت بإنشاء الشعبة المركزية (نادي التهذيب سابقا) منذ سنة 1946م إلا أن نشاطها الحقيقي كان أواخر سنة 1949م، حين تم تجديد مكتبها الذي تدعم بمجموعة من الشباب المتحمس لفكرة الإصلاح أمثال عبد الحفيظ أمقران و سي الطاهر سي بشير و غيرهم.
كما قام البشير الإبراهيمي بالسفر رفقة نائبه العربي التبسي سنة 1950م إلى باريس و كان الهدف من هذا السفر الدفاع في العاصمة الفرنسية عن قضيتين أساسيتين: الأولى قضية فصل الحكومة عن الدين الإسلامي، و الثانية وضعية الجزائريين النازحين إلى فرنسا و ضرورة إنشاء مدارس لهم على يد الجمعية.
كما سافر البشير الإبراهيمي مرة ثانية إلى باريس سنة 1951م و كان ذلك إبان انعقاد الدورة السادسة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، و اغتنم الإبراهيمي هذه الفرصة فأجرى اتصالات بالوفود العربية و الإسلامية لتمثيل دولها في تلك الدورة مقترحا عليها بذل مساعي لتسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة القادمة للأمم المتحدة، و توصل إلى اتفاق معهم حول قبول بعثات علمية من أبناء الجزائر في جامعاتهم و معاهدهم .

4. الحزب الشيوعي الجزائري
لم يكن الحزب الشيوعي الجزائري موجودا قبل سنة 1936م و إنما الشيوعيون الجزائريون منتظمين في إطار ما يسمى الفرع الجزائري في الحزب الشيوعي الفرنسي، و كان عبارة عن تشكيلة مختلطة تتكون من جزائريين و أوروبيين، إلا أن الطائفة الفرنسية كانت تهيمن على تلك التشكيلة، و تأسس الحزب الشيوعي الجزائري اثر انعقاد مؤتمره التأسيس بمدينة الجزائر يومي 17 و 18 أكتوبر 1936م .
دافع هذا الحزب عن مطالب العمال الجزائريين بالمهجر ومن خلاله تعلموا وسائل النضال و الكفاح.
وقف ضد أنصار الاندماج و ندد بالاحتفالات المخلدة لمرور مئة سنة على الاحتلال، لم يؤمن يوما ما بحق الشعب الجزائري في الاستقلال و الحرية، كما أنه لم يؤمن حتى بوجود أمة جزائرية .
عانى الحزب الشيوعي في مرحلة الحرب و تعرض لإيقافات و الحل في ظل من فرنسا و الجزائر لعدة أسباب أهمها العداء المتبادل بين الشيوعية و النازية و خضوع المارشال بيتان لتوجيهات الألمانيين، لكن الحزب استعاد مكانته بنزول الحلفاء و خلالها لم يتجاوب مع المطالب الشعبية و لم ينسجم مع مواقف التنظيمات الوطنية، كما عيب عليه امتناعه عن الانخراط في أحباب البيان و الحرية .
كان لأحداث 8 ماي 1945م أبلغ الأثر في أن تسوء العلاقة بينه و بين حزب الشعب لاتهام الأول للثاني بالوقوف وراء تلك الأحداث، و اعتبر الحركة الوطنية حركات فاشية يجب القضاء عليها و على زعمائها و نادى بإعدام قادة الحركات الوطنية .
و كان الحزب الشيوعي الجزائري يؤيد بقاء السيادة الفرنسية و سياسة الدمج في الفترة الأولى التي سبقت الحرب العالمية الثانية، لكن انتخابات عام 1946م في الجزائر أثبتت أن جماهير الشعب الجزائري لا تؤيد أولئك الذين يطالبون بدمج بلادهم مع فرنسا، و إذا كان الشيوعيون يرغبون في أن يكسبوا لهم مكانة بين الجزائريين فان عليهم أن يجروا تعديلا في موقفهم .

عاد الحزب ليعلن في سنة 1947م عن موقفه الذي عبر عنه بالتالي: «يعارض الحزب الشيوعي فكرة الاستقلال التي يطرحها حزب الشعب الجزائري و يدافع عنها» .
و قد عارض الأفكار الاستقلالية بحجة أنها لا تخدم المصالح الجزائرية و لا المصالح الفرنسية، و أمام هذه المواقف اتضحت للوطنيين الجزائريين أوهام المخطط الشيوعي.
و لمعرفة تصورات الحزب الشیوعي الجزائري و أفكاره بشكل أدق، فإن مشروع القانون الأساسي للجزائر الذي قدمه یعتبر مرآة لأفكاره و التي تتلخص في :
• منح الجزائر في إطار الإتحاد الفرنسي استقلال ذاتي إداري و مالي و تعتبر إقلیم مشارك في الإتحاد و تكون ممثلة في مجلسه.
• فیما یتعلق بالحقوق و الحریات ، یطبق كل ما جاءت به التشریعات الفرنسیة بما في ذلك الدستور،كما أن كل فرنسي مواطن في الجزائر و كل جزائري مواطن في فرنسا و یضمن القانون فصل الدین عن الدولة و تبقى الفرنسیة لغة رسمیة إلى جانب العربیة مع جمیع الامتيازات كالتعلیم و غیره .
• یستبعد البرنامج الذي قدمه الحزب الشیوعي الجزائري المقومات العربیة الإسلامیة للجزائر .
و قد حقق هذا الحزب نجاحا في التوغل بين الأوساط العمالية و حقق بعض المكاسب في الفترة الممتدة من 1945 إلى غاية 1948م و هذا يرجع لدعم الذي تلقوه من الحاكم العام الاشتراكي لهم .
5. الجبهة المشتركة للدفاع و احترام الحرية
سعت فرنسا من وراء تزويرها الانتخابات إلى تعميق الشقة بين الأحزاب الوطنية و منع إقامة وحدة وطنية، فأدرك زعماء الأحزاب ذلك خاصة و أن سنوات الأربعينات اشتد فيها الإرهاب الاستعماري بشكل فظيع، و أصبح الشعب الجزائري يتعرض للمزيد من التنكيل و التقتيل دون سبب.
و إزاء ذلك اتجه ساسة الأحزاب في تأليف جبهة قوية لتواجه ذلك التحدي الاستعماري بمثله، و بعد اتصالات و مشاورات عديدة بين مختلف الأحزاب حصل التقاء نسبي في وجهات النظر المختلفة و تم إنشاء "الجبهة المشتركة للدفاع و احترام الحرية"، من حركة انتصار الحريات الديمقراطية و الاتحاد الديمقراطي و جمعية العلماء المسلمين و الحزب الشيوعي، حيث عقدت الجبهة اجتماعها الأول يوم 5 أوت 1951م و حددت فيها ما يلي:
 إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية المزورة التي جرت في جوان 1951م.
 احترام حرية الاقتراع في انتخابات الدرجتين.
 احترام الحريات الأساسية للعقيدة و الفكر و الصحافة و الاجتماع.
 مقاومة الاضطهاد بجميع صوره و أشكاله.
 إطلاق سراح جميع المسجونين السياسيين.
 فصل الدين عن الدولة.
و لقد كان ممكنا لهذه الجبهة أن تؤدي خدمات جليلة للوطن و تدفع بالحركة الوطنية إلى الأمام بخطوات موفقة و ناجحة ولو قدر لها أن تبقى و تدوم طويلا، و لكن للأسف سرعان ما انحلت و تشتت لأن الأحزاب التي كانت تتألف منها كانت ذات اتجاهات متنافرة متعارضة لم تستطع توحيد آراءها حول خط السير الذي يجب أن يتبع من أجل حل الخلافات القائمة حول التكتيك و محتوى العقيدة خاصة بين حركة انتصار الحريات و التحاد الديمقراطي و الشيوعيين، و كذلك سرعان ما انحلت بعد أن انسحبت منها هذه الهيئات .











الخاتمة
و مما سبق دراسته نستنج مايلي:
تطورت الأحزاب و نشطت أكثر من ذي قبل بعد الحرب العالمية الثانية و كان المحفز المباشر هي مجازر 8 ماي 1945م.
ظهور جبهات جديدة تضم كل التيارات و محاولة توحيد القوى ضد فرنسا الاستعمارية.
تغيير خطط العمل و توسيعها عبر الاشتراك في الانتخابات.
اختلاف التوجهات لدى بعض التيارات بعد الحرب العالمية الثانية على عكس ما كانت عليه قبلها.
اشتملت كل التيارات على فكرة واحدة و هي استقلال الجزائر لكنها اختلفت في مضمونه بين ذاتي و تام.
نمو الوعي السياسي و التخطيط للعمل المسلح.









قائمة المصادر و المراجع

1) بلاح بشير، تاريخ الجزائر المعاصرة (1830-1989م)، ج1، دار المعرفة، الجزائر، 2006م.
2) بن خدة بن يوسف، جذور أول نوفمبر 1954م، تر: مسعود حاج مسعود، ط2، مؤسسة بن يوسف بن خدة، الجزائر، 2012م.
3) بوحوش عمار ، التاريخ السياسي للجزائر من البداية و لغاية 1962م، دار البصائر، الجزائر، 2008م.
4) بورنان سعيد، نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في فرنسا 1936-1956م، دار هومة، الجزائر، 2001م.
5) بوعزيز يحي، سياسة التسلط الاستعماري و الحركة الوطنية الجزائرية(1830-1954م)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2007م.
6) تابليت علي، فرحات عباس رجل الدولة، دار ثالة، الجزائر، 2007م.
7) الزبيري محمد العربي، تاريخ الجزائر المعاصر، ج1، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1999م.
8) سعد الله أبو القاسم، الحركة الوطنية الجزائرية، ج3، طبعة خاصة، دار البصائر، الجزائر، 2007م.
9) صولي أمال، تطور الحركة الوطنية الجزائرية 1945-1954م، مذكرة ماستر، جامعة محمد خيضر، بسكرة، 2012/2013م.
10) العسيلي بسام، نهج الثورة التحريرية (الصراع السياسي)، ط2، دار النفائس، بيروت، 1986م.
11) العلوي محمد الطيب، مظاهر المقاومة الجزائرية (1830-1954م)، ط3، منشورات وزارة المجاهدين، الجزائر، 2000م.
12) عمورة عمار، موجز في تاريخ الجزائر، ط1، دار ريحانة، الجزائر، 2002م.
13) قداردة شايب، تحولات الحركة الوطنية الجزائرية بعد الحرب العالمية الثانية 1945-1954م، مجلة العلوم الإنسانية، ع 30، جامعة منتوري، قسنطينة، ديسمبر 2008م.
14) قداش محفوظ، تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية 1939-1951م، ج2، ط1، دار الأمة، الجزائر، 2008م.
15) منعم أسامة صاحب، مهدي اناس حمزة ، نشأة و تطور التعددية الحزبية في الجزائر حتى ثورة 1954م (دراسة تاريخية)، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، م 6، ع4، جامعة بابل، العراق، 2016م.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)