الجزائر - A la une

باحثون أرجعوا ذلك إلى عدم وجود مترجمين من اللغة التركية


400 سجل حول تاريخ الجزائر مهمل بالأرشيف الوطنيدعا أول أمس باحثون في التاريخ و اللغة التركية الطلبة المتخصصين في اللغة التركية بقسنطينة، إلى الاهتمام بترجمة الأرشيف التركي الذي يؤرخ لفترة الحكم العثماني للجزائر، مؤكدين بأن كل الوثائق و السجلات المتعلقة بهذه الحقبة، لم تحظ بالترجمة إلى العربية من قبل الجزائريين، في حين ترجمها فرنسيون ، و أشاروا إلى أن 400 سجل حول تاريخ الجزائر باللغة التركية، طواه الإهمال و اللامبالاة.
في دورة علمية حول «ملامح من الثقافة التركية في اللغة والأدب والتاريخ و الفن» احتضنتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أكد الدكتور خليفة حماش أستاذ في التاريخ و اللغة التركية، في محاضرة بعنوان « ترجمة النصوص التاريخية التركية المتعلقة بالجزائر «، بأن الأرشيف التركي غني بوثائق و سجلات حول الحكم العثماني في الجزائر، و يضم الأرشيف حتى المعاهدات التي أبرمتها الجزائر آنذاك مع دول كبرى كفرنسا وبريطانيا و هولندا و أمريكا ، ما يبرز، حسبه، صورة مشرفة عن الجزائر في تلك الحقبة، مشيرا إلى أن هذه الوثائق يجب أن تترجم و تدرس في مادة تاريخ الجزائر، باعتبارها دقيقة و مصادرها واضحة، عكس التي اعتمدت على ترجمات و كتابات فرنسية «مشوهة» ، و شدد الأستاذ المحاضر بأننا و لحد الآن لا نعرف المصادر التي تم الاستناد إليها في كتابة تاريخنا.
و كشف في مداخلته بأن 400 سجل من الأرشيف التركي العثماني، موجودة في الأرشيف الوطني، إلا أنها «محنطة» و مهملة ، مشيرا إلى أن الباحثين لم يهتموا بها لأنهم لا يعرفون اللغة التركية، التي شُرع في تدريسها في الجزائر منذ سنة 2013 فقط، مضيفا بأنه و خلال العهد العثماني الذي استمر قرونا من الزمن، هناك عمل واحد فقط تُرجم من اللغة التركية إلى العربية و عنوانه «غزوات خير الدين بربروس» ، و أشار إلى أن شخصا مجهولا ترجمه، غير أن بعض المؤرخين قالوا بأن خير الدين أملاه شفويا على المقربين منه، و يعتبر هذا العمل أهم مصدر حول تاريخ الجزائر في تلك الحقبة ، باعتباره المصدر الوحيد المترجم من التركية إلى العربية ، و قد تُرجم أيضا، حسبه ، إلى عدة لغات أجنبية.
و ذكر الدكتور خليفة حماش بأن الباحثين الفرنسيين ، قاموا خلال فترة الاستعمار الفرنسي لبلادنا، بترجمة كل النصوص المتعلقة بالجزائر في العهد العثماني ، و يعتبر ألبيرت دوفو، أول باحث فرنسي ترجم مئات الوثائق ، التي لا تزال لحد الآن، مصدرا أساسيا لدراسة تاريخ الجزائر ، مشيرا إلى أن بعض المؤرخين وجهوا عديد الملاحظات لترجماته و وصفوها بالخاطئة، مضيفا بأنه اطلع عليها شخصيا، و وجد بها مجموعة من الأخطاء ، لأن مترجمها، حسبه، لم يكن يجيد اللغة التركية و كان يساعده متخصصون، و تابع الأستاذ المحاضر بأن بعض الباحثين اهتموا بترجمة الأناشيد الإنكشارية و الرموز الموجودة بالمساجد و المعالم الأثرية.
الدورة العلمية استقطبت أساتذة من تركيا يشرفون على تعليم الطلبة المتخصصين في اللغة التركية بجامعة الأمير عبد القادر، و قدموا بدورهم محاضرات، و من بينهم الأستاذة عائشة كيك من جامعة مرمرة، و التي قدمت مداخلة حول تاريخ اللغة التركية ، فيما قدم الأستاذ صبري إحسان تشيعي من جامعة غازي، مداخلة حول الأدب الشعبي التركي ، حيث قدم نصوصا شعرية في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم.
و اختتمت الدورة بإلقاء قصائد شعرية في الفن الشعبي التركي، من قبل طلبة اللغة التركية ، من بينها قصيدة بعنوان «جزاير»، و هي قصيدة تركية تتغنى بجمال الجزائر و تبرز مكانتها في الشعر التركي، كما قدموا قراءات شعرية من بينها قصيدة « كاصاريا»، ليتم تكريم جل الأساتذة المشاركين من قبل مدير الجامعة الدكتور سعيد دراجي.
أسماء بوقرن


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)